الحروف / وفاء غريب سيد أحمد

الحروف 
بين الأصابع تنتشي
على السطور وهج يشع كالشمس
في أوج الظهيرة 
في صباح صيفٍ حارقٍ 
حين تتورد خدود العذارى تحت ظل شجرة.
يترامى الإلهام ويندمج المداد مع القلم 
ليأسر المشاعر في قصيدة عشق أبدي. 
يبدد ثلوجاً وتنطفئ حرائق 
كأغنيةٍ يُعيد سمعها مرارا في خلده
في حضرة الفكرة تتدفق القوافي كشلال يصب في نهرٍ جارٍ لا تنضب منه الحرف يصف بأحترافية غروب يتلاشى وراء الجبال. 
وشروق ينجو من غرقه في النهر. 
يرسم في شغفٍ لوحاتٍ يتماهى معها القارئ وكأنه يَسبح في بحرِ أبجديةٍ يفتخر بها وينتشي. 
يترنم في محراب الجمال والمحسنات البديعية. 
كأنه ناسكٍ يَسْبح في محراب المعاني، 
يطوف ويهرول بين أروقة كاتب يجيد استرسال الخيال.
في شوقٍ يكتب عن العشق والهجر 
عن الأمل واليأس عن الفرح والحزن
كأنه في أرضٍ شاسعةٍ لا حدود لها غير أطياف تحوم كخلية نحلةٍ دؤوبةٍ تنتقي رحيق أزهارها من بين خمائل وحدائق البيان وسحر أحلام اليقظة. 

وفاء غريب سيد أحمد

13/9/2024

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

إن غاب قالت جائبا غلابا / خالد بلال

ريح هوجاء