يقظة الوعي ( الجزء الرابع ) / خالد عبد الصمد
يقظــــــة الـــوعــي (الجـــزء الــرابـــع):-
الــوعـي ومشـــروع أبليــــس – الجــزء الثــالــــث والأخـــير:-
الحديـــث عـن النفــس فـي القـــرآن الكـــريـم واضــــح فحقيقـــــة خــلق النفـــس أنهـــا كـانـــت واحـــدة لكـــل صـــنف أو كـــل نــوع مـن مخـــلوقــات الله ســـبحانه وتعـــالي فالجـــن لـه نفســــه التـي تناســــبه وهــو مخــــير وجنـــس آدم لــه نفســـه وهــو مخــــير أمـا ســـائر المخـــلوقـات الآخـــري لهـــا نفســــها التـي تناســــب طـــبيعة خلقــــها لكنهــــا مســــيرة لا أرادة فيهـــــا فكـــل مـا لـديهــــا مـن أرادة منقوصـــــة هـي الحفـــاظ عــلي النـــوع أو الجنـــس "وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُم ۚ مَّا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِن شَيْءٍ ۚ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ. ســـورة الأنعـــام 38".
الله ســـبحانه وتعــالي يعلمنـــــا أن خــلـق الأنســــان وكــافة جنـــس آدم مــن نفـــس واحــــدة.
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا. ســـورة النســـاء 1.
وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ ۗ قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ. ســـورة الأنعــام 98.
هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا ۖ فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلًا خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ ۖ فَلَمَّا أَثْقَلَت دَّعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحًا لَّنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ. ســورة الأعــراف 189.
مَّا خَلْقُكُمْ وَلَا بَعْثُكُمْ إِلَّا كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ ۗ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ. ســورة لقمــان 28.
النفـــس واحـــدة وخـلــق منهــــا كـــافة جنــس آدم بلا أســــتثناء ولكــي يــتم التجـانـس فـي النــوع لأبـــد مـن المناســـبة حــتي يتحـــقق الســــكن وتتـم النعمــــة. فالنفــس البشـــرية بلغـــة العــلم الحـديـــث هــي أصــــل عــلـوم الـــوراثـة فهـــي أول مـن أشـــتق منهــــا فالأصــــل واحـــد ثـم خــرج الفــــرع ومنهمــــا تعـــددت الفــــروع وبلغــــة العــلم الحـديـــث تظهـــــر قــدرة الله وعظمتــــه فـي الشـــيفرات الوراثيــــــة والنفـــس قــادرة عــلي التعـــامـل مـع الطـــاقـات والمـوجــات الغـــير مرئيـــــة والغـــير محســـوســـة والتـي يعجــــز العــديد مـن الأجهـــزة الحديثـــــة قـراءتهــــا أو أثبـــات وجــودهـا.
ويتضـــح منتهـــي القـــدرة الألهـــية فــي الحمـــض النــــووي الريبــــوزي منقـــوص الأكســـجين DNA والـــذي يحتـــوي عــلى المعلــــومات الوراثيــــة داخـــل خـــلايـا جســـم الأنســــان "والمعـــلومـات مـا هـي الا بيــــانـات رقميـــــة فتبـــارك الله أحســـن الخالقـــين" وكذلـــك الحمـــض النــــووي الريبـــــوزي RNA وهـــو المســـئول عــن أيصــــال التعليمــــات المشــــفرة فــي المعلــــومات الوراثيــــة الــى أمـــاكـن تصنيـــع البروتيـــن فـي الخليــــة "حمـــل بيـــانات مشـــفرة وغــير مقـــروءة ليتــم تحليـــلهـا ونقـــلهـا بــدون مـا يســـمي بالكـابــلات عمليــــة معـالجـــة بيـــانـات بالغــــة التعقـــيد فتبـــارك الله أحســـن الخالقـــين" وأكتشــــف حديثـــــا ميكـــــرو آر أن إيـــه mircoRNA وهـــو جـــــزيء RNAمســـئول عــن ضبــط التعبيـــر الجيـــني "التعبيــــر الجيــني هـــو عمليــــة يتـــم مـــن خـلالهــــا أســــــتخدام المعلــومـات الجينيــــة لأنتــــاج "تســـمي بلغـــة العــلم صـــناة أوأصـــطناع" منتجـــات جينيــــة الوظيفيـــــة. وهــــذه المنتجـــات قـــد تكــــون بروتينـــــات يتـــم أنتـــاجهـا "تســـمي صـــناعة" بأســـــتخدام المعــــــلومات مـــن الـRNA الرســــول أو قـــد تكــــون أحـــد الأنـــواع العــــديــدة مــن الأحمــــاض النـــــووية الريبــــــوزية مثـــــل الــــRNA الريبـوســـومـي (rRNA)- الــRNA النــاقـــل (tRNA) – الــRNA النـــووي الصــــغير (snRNA)"
حجـــم هــائـــل مـن المعـــلومـات المتـــداولة فـي جســـم الأنســــان (الحـــاوي للنفـــس البشـــرية) وهــذه المعـــلومـات تنســــخ بعضــــها البعـــض لتحتفـــظ بهـــا دون تــدخــل بشـــري واعــــي فتبــــارك الله أحســـن الخالقــــين.
ومـن مـا ســـبق قـد يتضــــح النفـــس وجعـــل الــزوج منهــــا قــم البـــث العـــديد والعـــديد مـن الأنفـــس البشــــرية فهــــي ســلســلة رقميــــة بالغــــة التعقـــيد والعــلوم الحديثـــــة حــتي الآن لـم تكتشــــف منهـــا الا القليــــل لـــذا عــند المـــوت تخـــرج الأنفـــس بكـــل مـا عليهــــا مـن بيــــانات ومعـــلومـات وهـي كــافة المعـــلومـات الخاصــــة بالأنســــان وأفعـــاله وتصــــرفاته مـا ظهــــر ومـا بطــــن "وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَن قَالَ سَأُنزِلُ مِثْلَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ ۗ وَلَوْ تَرَىٰ إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنفُسَكُمُ ۖ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ. ســورة الأنعـام 93".
الله تبـــارك وتعـــالي أوضــــح لنـــا مشـــروع أبليــــس بشــــكل كـامــل وواضـــح وبــدون حـاجــة الـي التفســـير أو التـــأويـل شــــرط حســـن القـــراءة والتــدبر فـي الماورائيــــــات. والمشـــروع عـلي النحـــو التـــالي:
قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (82) إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ. ســـورة ص.
لَّعَنَهُ اللَّهُ ۘ وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَّفْرُوضًا (118) وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ ۚ وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِّن دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُّبِينًا (119) يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ ۖ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا. ســورة النســاء.
قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ (16) ثُمَّ لَآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَائِلِهِمْ ۖ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ. ســورة الأعــراف.
قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَٰذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا (62) قَالَ اذْهَبْ فَمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَاؤُكُمْ جَزَاءً مَّوْفُورًا (63) وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُم بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ وَعِدْهُمْ ۚ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا(64) إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ ۚ وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ وَكِيلًا. ســورة الأســـراء.
المشـــروع يعتمـــد عــلي الغـــوايـة والأضــــلال فيتـم تغـــيير خــلق الله وهكـــذا يشـــارك الله تبــارك وتعــالي فـي خلقــــه العـــاقـل المكـــلف.
الغـــوايــة هــي أســـتغلال التكلـــيف فـي الـوعـي والأرادة فمــن أختـــار يمكــــن أضـــلاله ولأبـــد لـه مـن نقـــاط ضـــعف يمكـــن الـوقـوع فيهـــا أو أســــتدراجـه منهــــا "أســـتغل أبليــس الـدرس فـي الغـــواية منــه هــو شـــخصيا فهـــو غــوي لأنـه مخـــير ووقـــع فـي المعصـــية وعصـــي وأيقــــن أن جنـس آدم نظـــرا لضـــعفه يمكـــن أســـتدراجـه بســـهولة مـع أتبـــاع ســياســـة النفــس الطــويل" والأضــــلال هـو طمــس الـــوعـي فيخـــرج الأنســــان عــن الـــوعي فتطمـــس أرادتــه فـي الأختيــــار عــندما الشـــيطان للأنســـان أعمــاله وأقـــواله وأفعـــاله وبعـــد الأضـــلال يــآتـي التســــويف فـي أتبـــاع المنهـــج والتكلـــيف وبعـــد التســــويف يكـــون الأنســــان أعمــي لا يـــري الا مـا زينـــه الشـــيطان ولا يســـمع الا مـا يـــريـد الشــــيطان أســــماعه لـه وهكـــذا يتحـــول خـــلق الله مـن مخـــلوق عـاقـــل مكــلــف الـي تــابع كالأنعـــام تســــاق كيفمـــا يــريـد الـــراعـي وهــو أبليـــس.
وردا عــلي المشـــروع كــان التنبيــــة مـن الله ســـبحانه وتعـــالي عــن حــزب الشــــيطان المتمثـــلين فـي أوليـــاؤة وأتبــــاعه " وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا ۚ وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ ۖ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ(112) وَلِتَصْغَىٰ إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُم مُّقْتَرِفُونَ. ســـورة الأنعـــام" فشـــياطين الأنــس (النخبــــة) وشـــياطين الجــن بعضـــهم أوليـــاء بعــــض يســـتخدمـون الكلمـــات الـرنـانـه التـي تخطــــف العقـــول والنفــوس بغـــض النظــــر عـن المحتـــوي أو الأبعـــاد الخبيثـــــة مـن وراء الكلمـــات أو المصـــطلحـات.
وقـــال الله تبـــارك وتعـــالي قـي ذلـــــك:
وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقًا مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ (20) وَمَا كَانَ لَهُ عَلَيْهِم مِّن سُلْطَانٍ إِلَّا لِنَعْلَمَ مَن يُؤْمِنُ بِالْآخِرَةِ مِمَّنْ هُوَ مِنْهَا فِي شَكٍّ ۗ وَرَبُّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ (21) قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ ۖ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِن شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُم مِّن ظَهِيرٍ. ســـورة ســـبأ.
وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِّن دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُّبِينًا (119) يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ ۖ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا. ســورة النســاء.
وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا ۚ لَّا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ ۚ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (115) وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۚ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ (116) إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَن يَضِلُّ عَن سَبِيلِهِ ۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ. ســـورة الأنعـــام.
وأوليـــاء الشـــيطان وأتبــــاعه "النصـــيب المفـــروض" عــندمـا يتحـــدثون مـع الفئــــة المؤمنــــة "العبـــاد المخلصــــين لله"
يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُن مَّعَكُمْ ۖ قَالُوا بَلَىٰ وَلَٰكِنَّكُمْ فَتَنتُمْ أَنفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الْأَمَانِيُّ حَتَّىٰ جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ (14) فَالْيَوْمَ لَا يُؤْخَذُ مِنكُمْ فِدْيَةٌ وَلَا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا ۚ مَأْوَاكُمُ النَّارُ ۖ هِيَ مَوْلَاكُمْ ۖ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ. ســـورة الحــديد.
ولكـــي يظــــل الــوعـي يقــــظ بعـــيدا عــن الغفــــلة يجـــب أتبــــاع قـــول الله تبــــارك وتعـــالي:
فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا ۚ فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ۚ لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (30) ۞ مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (31) مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا ۖ كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ. ســورة الــروم.
وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجَابًا مَّسْتُورًا(45) وَجَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا ۚ وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلَىٰ أَدْبَارِهِمْ نُفُورًا. ســورة الأســراء.
وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَكُمْ وَلَا أَنفُسَهُمْ يَنصُرُونَ (197) وَإِن تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَىٰ لَا يَسْمَعُوا ۖ وَتَرَاهُمْ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ (198) خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ (199) وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ ۚ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (200) إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ (201) وَإِخْوَانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الْغَيِّ ثُمَّ لَا يُقْصِرُونَ (202) وَإِذَا لَمْ تَأْتِهِم بِآيَةٍ قَالُوا لَوْلَا اجْتَبَيْتَهَا ۚ قُلْ إِنَّمَا أَتَّبِعُ مَا يُوحَىٰ إِلَيَّ مِن رَّبِّي ۚ هَٰذَا بَصَائِرُ مِن رَّبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ. ســورة الأعــراف.
وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (204) وَاذْكُر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ وَلَا تَكُن مِّنَ الْغَافِلِينَ (205) إِنَّ الَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ ۩. ســورة الأعــراف.
وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ ۗ قُلْ إِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ (27) الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ. ســورة الـرعــد.
مشـــروع أبليـــس مـا هـــو الا مخـــــدر تـم تجــربته وأســـتعماله مســــبقا عـلي النخبـــــة فصــــار منهـــم التنـــويري ومنهــم العلمـــاني ومنهـــم الروبيضــــــة ثــم قامــــت النخبـــــة بحقـــــن العــــامـة بهـــذا المخــــدر ليتــم أســــتئصال الــوعـي بشــــكل تدريجــــي وعــند الأفــــاقة مـن المخــــدر أذا حـدثــــت الأفــــاقة "المخــــدر يـذهـــب بالشــــخص الـي عــالـم الســـبات العميــــق والأمـــل محــــدود فـي الأفـــاقـة" يكـــون كـــل مـا حـــدث وكـــل مـا يحـــدث وكــل مـا ســــيحدث أمـــر واقــــع وللأســــف أحكـــم أبليــــس مشــــروعة فـي أعــــادة تشــــكيل وعــي الأنســــان "تغـــيير خــلق الله فـي الفطـــرة الســـليمة" ولــم يفكــــر الأنســـان قــط فـي خطــــة لمواجهـــــة مشـــروع أبليـــس مـع أن خطـــة المواجهــــة تنحصــــر فـي أفعــــل ولا تفعـــــل طبقــــا لمـا جـــاء فـي المنهـــج والتكليــــف.
قـــام أبليـــس بأســـقاط الثوابـــت فـي المنهـــج التكليــــف مـع أبتكـــار التشــــدد فـي الفــــروع وفـــروع الفـــروع وطمــس الأصـــول حــد أنكــــارهـا. قــام أبليـــس بأســـقاط الـرمــوز والتشــــكيك فيهـــــا وكذلـــك أســــقاط الهـــوية والثقــــافة والتـــراث بحجــــة أنهـــا دون توثيــــق تاريخــــي والمـوثــق تاريخيـــــا عـبــثت بـه النخبـــــة بمنتهـــي الحرفيــــة. كمــا تـم أســـقاط العـــرف والعـــادات والتقـاليــــد الســـوية المتفقــــــة مـع الفطـــرة الســـليمة.
كـــل ذلـــك حـــدث تحــــت مظــــلة جميــــل القـــول أو جمـــال الشــــكل وكلاهمـــــا حــذرنــا منهــم الله تبـــارك وتعـــالي
وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا ۚ وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ ۖ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ. ســورة الأنعــام 112.
وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ ۖ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ ۖ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ ۖ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ ۚ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ ۚ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ ۖ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ. ســـورة المنــافقـون 4.
مشـــروع أبليـــس واضـــح ولـم ينجــــو مـن مشــــروعه الخبيـــث أؤليـــاؤة وحلفــــاءة فمســـتوطنين مجتمــــع الـدولـة الملفقـــــة فجميعهـــم مســـتقطبين لخـدمـة المشـــروع وتـم توجيـــه وعيهـــم الـزائــــف بأتجــــاه معـــين ويتضـــح ذلـــك بشـــكل جــلي مـن تصـــرفات مـا يطـــلق عليهــم الأصـــوليين والعلمـــانيين "لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِن وَرَاءِ جُدُرٍ ۚ بَأْسُهُم بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ ۚ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّىٰ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْقِلُونَ. ســورة الحشـــر" لكـــن الأســـتقطاب يســـتر فيمــا بينهـــم مــن عـــداوة وبغضــــاء
مشـــروع يـأخــذ مـن الجميـــــع بهـــدف أنجـــاح المشــــروع لكـــي يتــوهـم أبليـــس مشـــاركـه الله تبـــارك وتعــالي فـي خلقــــه لكـــن هيهــــات فــوعـي أبليـــس قاصــــر ومحـــدود ولا ينشــــط وعيـــه القاصــــر الا فـي الأمــاكـن الرمـــادية والمعتمـــــة فــلا قـــدره لــه عــلي مواجهــــة نـــور الله ســـبحانه وتعـــالي " اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ ۖ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ ۖ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ ۚ نُّورٌ عَلَىٰ نُورٍ ۗ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ ۗ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ. ســورة النــور 35".
وأختتــم هــذا الجـــزء بقـــول الله تبـــارك وتعـــالي والـذي يعكـــس عبـــادة المجهـــلين "الضـــالين والمضـــللين لأبليـــس والـذي يســــمونه مهـندس الكـــون الأعظــــم".
وَيَوۡمَ يَحۡشُرُهُمۡ جَمِيعٗا ثُمَّ يَقُولُ لِلۡمَلَٰٓئِكَةِ أَهَٰٓؤُلَآءِ إِيَّاكُمۡ كَانُواْ يَعۡبُدُونَ (40) قَالُواْ سُبۡحَٰنَكَ أَنتَ وَلِيُّنَا مِن دُونِهِمۖ بَلۡ كَانُواْ يَعۡبُدُونَ ٱلۡجِنَّۖ أَكۡثَرُهُم بِهِم مُّؤۡمِنُونَ. ســورة ســـبأ.
أكتفــــي بهـــذا القــــدر ونكمـــل فـي الأجـــزاء القـــادمـة أن شـــاء الله.
خـالــد عـبد الصـــمد.
تعليقات
إرسال تعليق