يقظة الوعي ( الجزء التاسع ) / خالد عبد الصمد
يقظــــــة الـــوعــي (الجـــزء التاســـــــع):-
الــوعـي والغفـــــــلة والمــــــوت.
قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا ۖ قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَٰكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ ۖ وَإِن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ. ســورة الحجــرات 14.
القــرآن كلمــات الله تبـــارك وتعــالي صــالح لكــل زمــان ومكـــان شـــرط القـــراءة الحســـنة والتـدبـر والتــأمـل فـي المعـــاني مـع ربــط الماضــي والحاضـــر والمتــوقع مـن المســتقبل. هنـــا تظهـــر المعــاني الكامنـــة فـي القـــرآن.
اليــوم العـــديد يقـــولـوا آمنــــا وهـم لـم يؤمنـــوا ولكــن أســــلموا. الأســـلام هــو الجهـــر بالقـــول فالأســـلام كلمـــة والأيمـــان فعـــل "الأيمــان مـا وقــر فـي القلـــب وصـــدقه العمــــل".
فمــن أســـلموا لــم يصــــدقـوا أيمــانهـم بأعمــــالهم أمـا الـذيـن أمنـــوا بالله ورســــوله ليـس لهـم أن يــرتـابـوا بـــل يجــاهـدون بأموالهـــم وأنفســـهم فـي ســــبيل الله لأبتغـــاء مرضـــات الله. الصـــادق هـو مـن صـــدق أيمــانـه بأفعـــاله وأمــا مــن يــدعـي الأيمـــان بالكـــلام ولـم يعمـــل بمـا يقـــول فقـــد كـــذب وليــس بصــادق وبالأمعـــان فـي الكــذب صــــار منـــافق. فالكـــاذب الأســـلام لـه أســـتســـلام آي دخــول فـي الســـلم لا أكـــثر. وقــال الرســـول الكــريم صــلي الله عليــه وســلم فـي ذلــك "أُمِرْتُ أنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حتَّى يَشْهَدُوا أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وأنَّ مُحَمَّدًا رَسولُ اللَّهِ، ويُقِيمُوا الصَّلَاةَ، ويُؤْتُوا الزَّكَاةَ، فَإِذَا فَعَلُوا ذلكَ عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وأَمْوَالَهُمْ إلَّا بحَقِّ الإسْلَامِ، وحِسَابُهُمْ علَى اللَّهِ. الـــراوي: عبـدالله بـــن عمـــر والمحــــدث: البخــــاري والمصــــدر: صـــحيح البخــــاري وخلاصـــة حكــم المحــــدث: صــــحيح".
وهنـــا لأبـــد مـن تـــدبــر وتــأمــل قـــول الله تبـــارك وتعـــالي عــن الأنتقـــــال مـن دار الأبتـــلاء والأختبـــار "الحيـــاة الدنيـــا" الـي دار الخـــلود والجـــزاء "الحيـــاة الآخـــري".
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ ۚ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ (1) يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَىٰ وَمَا هُم بِسُكَارَىٰ وَلَٰكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ (2) وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَّرِيدٍ (3) كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَن تَوَلَّاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَىٰ عَذَابِ السَّعِيرِ. ســـورة الحــج.
وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ ۖ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ (16) إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ (17) مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ (18) وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ۖ ذَٰلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ. ســـورة ق.
والســـكرة هنـــا هــي الهـــذيــان فعـــند الأفـــاقـة مـن الغـــفلة بعــد الأنكـــار أو التنصــــل مـن كـل الثوابـــت تكـــون مفــاجـاة الحســــرة شــــديدة حــد الهـــذيـان "وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَىٰ يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا (27) يَا وَيْلَتَىٰ لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا (28) لَّقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي ۗ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولًا. ســورة الفــرقـان" – "وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ (21) لَّقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَٰذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ (22) وَقَالَ قَرِينُهُ هَٰذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ (23) أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ (24) مَّنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُّرِيبٍ (25) الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ فَأَلْقِيَاهُ فِي الْعَذَابِ الشَّدِيدِ (26) ۞ قَالَ قَرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَٰكِن كَانَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ (27) قَالَ لَا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُم بِالْوَعِيدِ (28) مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ. ســـورة ق".
مـع كشـــف الغطـــاء تتضـــح كــل الحقـــائق التـي عمـــي عنهــــا البصــــر وغفلــــت عنهـــا البصــــيرة فيقـــول أبليـــس لمـن كفـــر "كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ. ســورة الحشـــر 16".
لكـــي يكــون الــوعـي يقـــظ دائمـــا يجــــب أن يكـــون فـي بـــؤرة الــوعـي القضـــية المصـــيرية الحقيقـــية وهــي أمـا الجنــــة أبـــدا وأمـا النــار أبـــدا.
المثـــوي هـي الســـكن ودار القــرار وهـــذا المكـــان لا راحـــة فيـــه فهـــو دار الشـــقاء (منـزلا يثـــــوون) فيه وذلـك لمــن كفـــــر بالله وجحــد توحيـــده ومنهجـــة وتكليفــــه وكـــذب برســـوله صــلى الله عليـــه وســــلم وكتـــاب الله تبــارك وتعــالي واضـــح تمـــام الواضـــح بهــذاغ الشـــأن.
سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ. ســـورة آل عمــران 151.
فَادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ. ســـورة النحــل 29.
وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْكَافِرِينَ. ســورة العنكبــوت 68.
فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَبَ عَلَى اللَّهِ وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جَاءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْكَافِرِينَ. ســورة الـزمـر 32.
وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُم مُّسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْمُتَكَبِّرِينَ. ســورة الـزمـر 60.
قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ. ســورة الـزمـر 72.
ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ. ســورة غـافــر 76.
فَإِن يَصْبِرُوا فَالنَّارُ مَثْوًى لَّهُمْ وَإِن يَسْتَعْتِبُوا فَمَا هُم مِّنَ الْمُعْتَبِينَ. ســورة فصــلت 24.
إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَّهُمْ. ســورة محمــد 12.
وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُم مِّنَ الْإِنسِ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُم مِّنَ الْإِنسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ. ســورة الأنعــام 128.
أمـا الســـعادة فـي الآخـــرة وليســــت فـي الدنيــــا. الرضـــا فـي الدنيـــا هــو المطـــلوب لأنهـــا دار الأبتـــلاء والأختبـــار والتمحـــيص. الدنيـــا هـي مــزرعـة الآخـــرة وطــوبي لمــن أحســـن زراعتـــه "وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَىٰ. ســورة الضـحي 5".
الســـعادة فـي الجنــــة فقـــط ومـا دونهـــا وهــم وســـراب وغـــرور وزينــــة. وقـــد ذكــرت الســـعادة أو مشــتقاتهـا فـي القــرآن الكــريم مرتيـــن والســـعادة فـي الجنـــة فقـــط ولا مكـــان ســــواها.
يَوْمَ يَأْتِ لَا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ ۚ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ (105) فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ (106) خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ ۚ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ (107) ۞ وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ ۖ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ. ســـورة هــود.
مكــــان الســـعادة هـو الجنــــة ولا جــــدوى مــن البحــــث عــنها مكــــان.
الحيـــاة الدنيـــا الـي زوال مهمـــا طالــــت فالأمـــوال والمناصــــب والأولاد مـا هـي الا بـــلاء وأبتـــلاء ففيهــــا أحيـــانا الخســـران "وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ. ســورة الأنفــال 28 - يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَّكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ ۚ وَإِن تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (14) إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ ۚ وَاللَّهُ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ. ســورة التغــابن - قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُم بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا (103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا. ســورة الكهـــف."
مضــي مـا مضــي والله تبــارك وتعـــالي أعـلم بمـا هــو آتــي "يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ ۖ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا ۖ وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ. فـاطـر 5" فهـــل الآتــي يســـاوي مـا مضــــي. البـــاقي ســـيمضي فـي لمــح البصـــر ويصـــير مــع مـا مضــــي والــوعـي أن يتـــذكــر الأنســـان " أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ ۗ وَإِن تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُوا هَٰذِهِ مِنْ عِندِ اللَّهِ ۖ وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُوا هَٰذِهِ مِنْ عِندِكَ ۚ قُلْ كُلٌّ مِّنْ عِندِ اللَّهِ ۖ فَمَالِ هَٰؤُلَاءِ الْقَوْمِ لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا. ســورة النســـاء 78".
مواجهــــة الحقيقـــة حـتي لـو كانــــت ممــلؤة ظـــاهـريا بالمـــرارة أفضــــل بكـــثير مـن الـركــون الـي الـوهـم والســـراب المـريح.
وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ ۖ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنشُورًا. ســورة الأسراء 13.
فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (92) عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ. ســورة الحجــر.
وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّىٰ إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِندَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ ۗ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ. ســورة النــور 39.
النطـــق بالحكــم فـي القضـــية المصـــيرية تـم والمغـــادرة أمــر واقـــع وحقيقــــة مطلقـــــة لا مفـــر منهــــا. والجميــــع فـي أنتظـــار التنفـــيذ مهمـــا طالــــت المــــدة.
كلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ۗ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۖ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ ۗ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ. ســورة آل عمـران 185.
الـدعـــاء والتضـــرع فيـــه هــو الحـافـــظ مـن ذهـــاب الـــوعـي والغفــــلة والـركــون الـي أهــواء النفـــس.
رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً ۚ إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ. ســورة آل عمـران 8.
العـــاقـل والــواعـي واليقـــــظ هــو الــذي يعـــد لســـاعة المغـــادرة "المـــوت". فــأمـا الأيمـــان والســـعادة.
إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ (30) نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ ۖ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ (31) نُزُلًا مِّنْ غَفُورٍ رَّحِيمٍ. ســورة فصــلت.
وأمـــا الكفــــر والحســــرة.
فَكَيْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ (27) ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ (28) أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَن لَّن يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ. ســورة محمــد.
العـــاقـل هــو مــن يعــــي أن الحســــاب لـن يكـــون عـن جمــوع المســـلمين فبـالدرجـــة الأولـــي هـــو مســــئول عـن نفســــه وعــن رعيتـــــه فــأن أصــــلح كــان النـــواة الأســاســية لصــــلاح المجتـــــمع.
العـــاقـل هــو مــن يعــــي أن القــــبر عـــذاب وأن لـم يكـــن فيـــه عـــذاب فهـــو بيـــت الظلمــــة وبيـــت الضـــيق وبيــــت الوحشــــة والــوحـدة والغـــربة.
العـــاقـل هــو مــن يعــــي أن العـــاجــز هــو مــن أتبــــع هــوي نفســــه وركــن أليــــه وتمنــي عـلي الله الأمـــاني.
العـــاقـل هــو مــن يعــــي أن العقـــيدة هـي أدراك مـاهيـــة الدنيـــــا فهـــي مجـــرد ممـــر وليســـــت مقــــر ولأبـــد مـن الأمتحــــان لأخـــراج الخـبيــث مـن الطـــيب. فالتمكـــين لا يـــآتـي الا بعــــد الأبتـــلاء وحســـن البـــلاء.
قَالَ اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ۖ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ (24) قَالَ فِيهَا تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ وَمِنْهَا تُخْرَجُونَ. ســورة الأعـراف.
العـــاقـل هــو مــن يعــــي أن فـي الغفـــلة الضـــياع والضـــياع هــو الســـعي وراء متــــاع الحيـــاة الدنيــــا فقــــط ونســـيان الآخــــرة.
فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّىٰ إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ. سـ‘ـورة الأنعــام 44.
العـــاقـل هــو مــن يعــــي أن تقـــوي الله ســبحانه وتعـــالي هـي مفتــــاح الرضـــــا والأرزاق بكـــافة أنواعهـــــا.
فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِّنكُمْ وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّهِ ۚ ذَٰلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَن كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۚ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ۚ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ ۚ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا. ســورة الطــلاق.
وأختتــم هــذا الجـــزء بالـدعــوة الـي تــدبر وتــامــل قــول الله تبـــارك وتعـــالي:
قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُم بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا (103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا (104) أُولَٰئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا. ســـورة الكهـــف.
وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ. ســورة الحشـــر 19.
أَيَحْسَبُ الْإِنسَانُ أَن يُتْرَكَ سُدًى. ســورة القـيامـة 36.
أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تُتْرَكُوا وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنكُمْ وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِن دُونِ اللَّهِ وَلَا رَسُولِهِ وَلَا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً ۚ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ. ســورة التـوبة 16.
إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ وَإِن كُنَّا لَمُبْتَلِينَ. ســورة المؤمنـون 30.
الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ. ســورة المـلك 2.
أكتفـــي بهـــذا القــــدر ونكمــــل فـي الأجـــزاء القـــادمـة أن شـــاء الله.
خـالـد عـبد الصـــمد.
تعليقات
إرسال تعليق