الغربة / أحمد بلول المسعدي / الجلفة / الجزائر

الغربة:
أأنا الغريب، أم العصر والزمن ؟
عندما تتغيّر المفاهيم والقيم ،ويغيب المصطلح ، يصبح لا معيار ولا سياق يحدّد المفهوم ، لا دالّ ولا مدلول ، عندها تطغى عبثيّة الفكر على المألوف، ويذوب الإنسان بقوّة استدعاء الحاضر ، وتتلاشى الأحكام ، ومواثيق الميزان ، فيغيب النصّ ، ويموت الخطاب .......
..قد تستدعي الغرابة فنّ الحياة الجديدة ، وعنصر جمال الشعر الحديث ، فتُستفَزّ المشاعر ، ويثور بركان الشّعرية ، من هذا المولود الجديد .......
ولكنّي أنا شيء آخر ممّن ماتت ولادته ، وبقي ليعيش صعقة فيزيائية الزمن ، وتَــغيُّـرَ الألوانِ التي ألفتها العيون ، واكتحلت بأذواقها ، ووثّق مدلولَها مصطلحُ الماضي بقيم مشابهة لقيمةٍ ماتت بين جوانحي كموت الحرّية في البلاد العربية لم تجد صرفةً لها .
من رحمة الله عليّ أنْ كانت لي صرفة تجعلني أحسّ بالانتماء إلى هذا العالم ، ولو بأقل إحساس ، أصرّفها في كثيرٍ من معاملاتي ، وهو صديقٌ ملازمٌ لي في كثير من أوقاتي يغازل هذا العالم بسيميائية من أمارات ، وأيقوناتٍ ، وإيحاءاتٍ لا أفهمها ، سألته ذات يومٍ : ماذا يعني العالم الافتراضي ؟ قال: أولا تعلم ذلك ؟ ، قلتُ : لو كنت أعلم ما سألتك ، قال بشيء يقارب الفهم : أن تجعل محاكاة خيالية تشبه الواقعَ تتعامل معها ، قلتُ : وهل هذا يعدّ من العالم المتطوّر أم من العالم المتخلّف ؟ ، قال: - بالطبع - من العالم المتطوّر ، قلتُ : أجد العالم العربي يحمل هذه الصّفة ، فلِمَ سمّي عالَما متخلّفا ؟ ، قال: لم أفهم ما تعنيه ، قلتُ : وهل تجد في عالمنا العربيّ من صدقٍ إلاّ كذبا يحاكي الواقع؟ ، أومن وفاءٍ إلاّ خداعاً يُحاكي الواقع ؟ ، أو من قوانينَ إلاّ دفاترَ تُحاكي الواقع ؟ .........................ومضى يهمس في أذني لم أسمع عمّا يحدّثني ... ........
الكاتب والشاعر أحمد بلول المسعديّ الجلفة / الجزائر .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

إن غاب قالت جائبا غلابا / خالد بلال

ريح هوجاء