الطريق إلى الله / زهراء الهاشمي الحسني / النجف

( الطريق الى الله )
سنواتٌ عجاف ويوسف سجين طامورة الفرعون العراقي ..
في زمن الطغيان و اللا إنسانية والعودة الى الجاهلية كان يناجي ربّه ويرسم خارطة الطريق لِخَلاص هذا الشعب من الظَلام والظُلُمات والظَلَمة ولم تكن تهمته وذنبه بأنه ركل قلب زليخة أو قدّ قميصها أو راودها عن نفسها .. بل ركل الدنيا الدنيّة وتمرد على القانون الوضعي الذي فصّلَه الطاغية على مقاسات أحلامه وعائلته التي لعبت بمُلك الرافدين وتقاسمته بين ذئاب غَدرها وكلاب تحرسها وهي تعيش في قصور الترف والبذخ والليالي الحمراء..فما كان من الصدر محمد إلا أن تمرد وأعلن ثورته بسلاحه الأبيض :
الكفن ، والعصا ، والمنبر ، والكلمة الطيبة ( حبيبي )
دون اراقة قطر دم حمراء .. فقد كان كجدهِ إمام الحرية والعدالة الانسانية علي عليه السلام يعتبر الانسان غاية وهدف وقيمة عليا وحريته دستور وحرمته قرآن لايمسه الا المطهرون فسار وحيدا من الحنانة الى الكوفة كمسير المسيح في طريق الألام حاملا قضية وطن مسجون وشعب حزين وكان أنصاره من العراقيين الأحرار وضعوا أرواحهم على راحاتهم ويرددون نشيد الحرية :
كلا كلا للظالم .. كلا للاستعمار ، كلا أمريكا ، كلا اسرائيل .
واشتعلت المواجهة ورفع الصدر الحر سقف مقاومته ب( ٤٥ ) جمعة ملفوفة بكفن الشهادة المؤجلة حتى ١٩شباط١٩٩٩ 
رحل صاحب الاطروحة الألهية ومؤلف الموسوعة المهدوية ومؤسس الفقه الحديث ومعبد الطريق بالأصول المتحركة فقد كانت الدنيا خرساء فأنطقها وكانت عقيم فأولدها اقلام نابضة بالحياة..
وشق بعصاه بحر النجف فأستوت سفينته ورست وخيطت الثورة له الشراع وكان ربّانها الذي صعد بها على الموج دون ضجيج ، والبحّارة عشقوه ولولا العشق لما كانت علومه باقية وهو الرسام للأمل والمجسد للحلم بالخلاص والمنقذ للنفس الغارقة ببحر الخطايا .
وكان من العجب أمر المدينة المباركة ( النجف ) وكأن قد كُتب عليها أن تتشرف دوما بدماء زكية تراق على أديمها فبعد دماء أمير المؤمنين في محرابه توالت خيرة الدماء لتروي بغيثها ظمأ هذه الارض الطاهرة من العلماء والشهداء الأبرار ثم ختمتها بدم من أعلن ثورة صلاة الجمعة المقدسة التي كانت ثورة بوجه الطاغوت والجبروت .
صلاة الجمعة التي أقضّت مضاجع الظلمة بالمختصر اوصلت لهم رسالة :
ان أرض النجف هي أم ولود وأن دماء الصادق الصدر كدم يحيى تفيض لتعلن وبصرخة مدوية :
ألا لعنة الله على الظالمين
وإن دم الصادق الصدر هي نهاية للفساد والمفسدين
فسلام عليه يوم كان بشرى لأبويه بعد سنين عجاف
وسلام عليه يوم أحيا الفريضة المعطلة بعد علي بن أبي طالب مرتديا الكفن ومناديا للأصلاح غير آبه بالموت إن وقع عليه او هو وقع على الموت .
وسلام عليه يوم يبعث حيا مطالبا بقصاص رب العدل من
قاتليه وظالميه . 

زهراء الهاشمي الحسني / النجف

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

إن غاب قالت جائبا غلابا / خالد بلال

ريح هوجاء