تغيير الفهم /السعيد أحمد عشي

 تغيير الفهم

إنه عندما يبيع شخص قطعة أرض بمقدار من الذهب فإن هذا عبارة عن كون خالق الأرض هو الذي منح الأرض للذي اشتراها بمقدار الذهب وهو الذي منح الذهب لبائع الأرض أما عندما يبيع شخص قطعة أرض بمقدار من عملة الدولار الأمريكية فإن هذا عبارة عن كون صاحب عملة الدولار هو الذي منح الأرض للذي اشتراها بمقدار من عملة الدولار وإن صاحب الدولار نفسه هو الذي منح مقدار الدولارات للشخص الذي باع له الأرض.... وإن زواج شخص من وسط إفريقيا مقابل عدد من الأبقار كصداق لتلك المرأة إن هذا عبارة عن كون خالق الأبقار الذي نعتقد بأنه هو الله هو الذي زوج ذلك الرجل بذلك الصداق. أما عندما يتزوج رجل جزائري أو مغربي أو تونسي أو مصري أو سعودي أو عراقي بصداق بالعملة الوطنية فإن هذا عبارة عن كون الذين يصدرون تلك العملات الوطنية هم الذين زوجوا العرسان بأولئك العرائس... إن الإنسان يعتبر عبدا لله على أساس أنه باع نفسه لربه مقابل ما يحصل عليه من منتجات أرضه سواء كانت هذه المنتجات عبارة عن معادن أو حيوانات أهلية أو حبوب وخضر وفواكه أو منتجات برية وبحرية أما عندما يعمل الناس مقابل الحصول على العملات النقدية فإن هؤلاء يعتبرون قد باعوا أنفسهم للذين يدفعون أجورهم بالعملات النقدية المعرًفة باسم القيم....إن كون الرؤساء والحكام الحاليون يحصلون على أجورهم بالعملات النقدية لأوطانهم فإن دفاعهم عن تلك الأوطان عبارة دفاع في سبيل الذين يمدونهم بتلك العملات ... وإن كون الصرافين اليهود هم الذين ابتدعوا العملات النقدية الحديثة .التي تعرف باسم القيمة  فإنه لهذا السبب يعتبر الرؤساء الأمريكيون بأنهم عبيدا للصهاينة وإن هذه العبودية هي التي جعلتهم يدافعون عن إليهود أكثر مما يدافعون على مواطنيهم وأوطانهم. قال تبارك وتعالى [إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم وذلك هو افوز العظيم] (الآية 111 من سورة التوبة) مع العلم أن شراء الله لنفوس عباده يعني بيع الناس لأنفسهم لله... إن الذين نبيع لهم منتجاتنا هم الذين اشتروا علينا تلك المنتجات.وبالتالي فإن شراء الله لأنفسنا يساوي بيعنا لأنفسنا لله.وهذا ما يجب أن يفهمه الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" وجميع رؤساء دول العالم.... إن هذا الشراء والبيع لا يتحقق إلا بمقايضة العباد لمنتجات الأرض بعضها ببعض ولا يتحقق بالعملات النقدية المبتدعة من طرف الصرافين اليهود أن استمرار تعاملنا بالعملات النقدية الحديثة يعني بيع مواطني كل دولة لأنفسهم للحكام والبرجوازيين الذين يسددون أجورهم بتلك العملات. إنه دون عودتنا إلى التعامل بالمقايضة لن تتحرر فلسطين ولن يستطيع الغزيون والعرب منع قادة إسرائيل والرئيس الأمريكي من تهجير سكان غزة.إلا بتضحية  العرب جميعا بأنفسهم وأموالهم شعوبا وجيوشا في سبيل الله.

باتنة في 1446/08/14 هجرية الموافق ل 2025/02/13 ميلادية

السعيد أحمد عشي


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

إن غاب قالت جائبا غلابا / خالد بلال

ريح هوجاء