مزارع النيران /د. علي المنصوري
مزارع النيران
-----------------
ذاك هجرٌ
تلك دموعٌ
وذاك تابوت في قلبه شمعدان
وصحف من قرطاس قديم
كتبها عاشقٌ قرأ تلموذ الغارقين
هل هي خرافات ؟
أم نبوءات ؟
أم بسملات من قرآن جديد ؟
أرتجت القبور
فوضى في ممرات المجرات
هل ضاع النور ؟
أم أنكدرت السماوات ؟
أغان ترتاد مقاهٍ عند أسوار المقابر
أناشيد الرحيل
بدفٍّ صوفي وصخب جاهلي
ليتنا نوحد الطقوس
ونضع بالمآذن أجراس
وعلى الكنائس يرفع الآذان
حراس ملئوا شِعاب التبانة
وغلواً لرب الوجود
فهل هناك إله يسفك النوم كل يوم ؟
أو لديه سيفٌ نصله يقطر دماء ؟
لا تنثروا رماد جهنم في باحات الصلاة
فعلى كل بوابات دير العاشقين هناك قربان
أدمى جبين حلم توارد في سفر نزار
أو في معابد المجنون
فتقمص قلب عنتره
وأشرع في قتال الهجر
كبر في مآذن العاشقين
حي على خيول تبحث في سرايا الروح
عن عبلة التجديد
وليلى كانت للمجنون عيد
لنحتكر صوت الشجر
ونستعيد أغان الرعاة
وفي سفح الليل عند جبال الخشية
نبحث عن وعل لُبد ظهره بالذكريات
تلك وصايا تترنم بلغة الأجداد
من زمن كفيف في يمناه عصا يضرب فيها طريق الغزاة
هذا يومنا شُبه في أمس الأصفاد
يسكن كورة لصقل الفخار
وسائد مشتعلة تحتضن رؤوساً من نار
فهل هذا حرير الأتقياء ؟
أم زرع لأشواك الدخلاء ؟
أكفان خُطناها لتضم حصاد الأشقياء
قد تكون
فتاةْ ..
شاباً ..
أو طفلاً يشكو محرقة الأغراب
لترتج المدن
فمن يلجم شراذم الأرض
هل نرتل في أديرة العباد ما تيسر من أغانِ الميعاد؟
ذاك هجر
وتلك مزارع النيران
وصحف من قرطاس قديم
د.علي المنصوري
تعليقات
إرسال تعليق