الوعي والتحليل النقدي /خالد عبد الصمد

 الــوعـي والتحليــــل النقــــدي – الجــزء الأول.

التحليـــل العقـــلي والمنطـــقي معـه تتضـــح الحقــائق وأن لـم تكـــن مثبتــــة. مؤشــــر الــوعـي دائمــا وأبــدا هـو مـن يحـــدد أيـن الهــاويـة لعــدم الســقوط فيهـــا. لــذا القــرآن الكـريـم يجـــذب أليــه الجميـــع بشـــرط أســتخدام العقــل والمنطـــق والتحليـــل النقـــدي.

القــرآن الكـريـم يحتـــوي عـلي حـوالـي 3% فقــط أوامـــر ونــواهـي. أمـا 97% هـي تعـاليــم عـن الأخــلاق "وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ. ســورة القـلم 4" – عــلاقـة الخـالق بالخــلق "وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ. ســورة الذاريـات 56" والعبــادة هـي الصــلة الدائمـة مـع الله تبــارك وتعــالي – الهــدف مـن الحيـــاة "وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ. ســورة البقــرة 30" والخـلافـة للعمــارة وعـدم الأفســاد فـي خــلق الله تبــارك وتعـالي وفـق قوانينـــه وســـننه الكونيـــة. بالأضــافة الـي التــاريخ الحقيقـــي الغــير مـزيــف. وكذلــك توظــيف العقـــل وأســتخدام المنهــج النقــدي والتحليــلي لكـل شـــئ. بالأضــافة الـي كيفيــــة ضــبط النفـــس بأســـتخدام الـوعـي والفطــرة الســليمة "كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ۗ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم ۚ مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ. ســورة آل عمـران 110".

 

جـاء فـي رســالة رســـول الله محمــد عليــه الصـلاة والســلام الـي هــرقـل "بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ، من مُحمَّدٍ عبدِ اللهِ ورسولِه إلى هِرَقلَ عَظيمِ الرُّومِ ، سلامٌ علَى من اتَّبعَ الهُدى ، أمَّا بعدُ ، فإنِّي أدعوكَ بدِعايةِ الإسلامِ ، أَسلِمْ تَسلَمْ ؛ يُؤْتِكَ اللهُ أجرَك مرَّتينِ ؛ فإن تولَّيْتَ فإنَّ عليكَ إثمَ الأريسيِّينَ ويَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ إلى قولِهِ اشْهَدُوْا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ. الــراوي: أبـو ســـفيان بـن حـــرب والمحــدث: الألبـــاني والمصـــدر: صـــحيح الأدب المفـــرد وخلاصـــة حكــم المحـــدث: صـــحيح".

فـي الحديـــث جــاء لفـــظ الأريســـيين. فمــن هــم الأريســـيين؟ ومـا هـو الأثــم الــذي ســـيتحمله هــرقـل عنهــم؟.

 

منـــذ زمـن ليــس ببعيـــد (مـايـو 2008م) قامـت مجمـوعة متطــرفة مـن عبــاد العجـــل بحــرق نســخ مـن العهــد الجــديد وبعــض مـن الكتــاب المقـدس لـدي المســـيحيين. وذلـك حســب مـا جـاء فـي صـــحيفة يـو إس أيــه تــوداي الأمريكيــــة نقــلا عـن وكـالـة أســـوشـــيتد بــرس الأمريكيـــة أيضــــا. بحجـــة التبشــــير وحـــث عبـــاد العجـــل الأرتــداد عـن ملتهـــم. كيـــف لكيـــان يـدعـي الديمقـــراطـية وحـريـة الــرآي وبالتــالي حـريـة الأعتقـــاد بذلــك. أســـتنكروا حــريق الكــتب التـوراتيـة أو ما شـــابه وأعـــتبر معـــاداة للســـامية وأزدراء للأديـــان.

 

الطــبيعي أن حـريـة المعتقـــد مكفــولة وأختـــلاف الآراء لأبــد أن تخضـــع للعقـــل والمنطـــق. فحــرية المعتقــــد مكفــولة ولا أجبـــار فـي الــدين حـتي مـع المشـــرك أو الكــافر (الملحـــد). (لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ۖ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ ۚ فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ لَا انفِصَامَ لَهَا ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ. ســورة البقــرة 256 - وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّىٰ يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْلَمُونَ. ســورة التـوبـة 6).

مـن المثيـــر أن عبــاد العجـــل رفضــوا كـافـة الرســالات الســماوية بعــد موســي عليـه الســلام. مـع أن بقليـــل مـن التـدبر يتضـــح أن العــديد مـن الفـرائـض فـي التــوراة تتطــابق مـع مـا جـاء فـي القــرآن الكــريـم. فلمــا رفــض القــرآن الكـريـم والأنجيـــل عـلي حـد ســواء.

قـامـوا بالتحريـــف أرضـــاء الأهـــواء (وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِن بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ ۖ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ ۗ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَىٰ أَنفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ. ســورة البقــرة 87).

والتحريـــف ثابـــت فـي القــرآن الكــريـم ومـؤكـد تاريخيــــا فـي أبتـداعهـم المشـــنا والتلمـــود.

أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ. ســورة البقــرة 75.

مِّنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ ۚ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانظُرْنَا لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَٰكِن لَّعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا. ســورة النســاء 46.

فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً ۖ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ ۙ وَنَسُوا حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُوا بِهِ ۚ وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىٰ خَائِنَةٍ مِّنْهُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِّنْهُمْ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ. ســورة المـائـدة 13.

يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِن قُلُوبُهُمْ ۛ وَمِنَ الَّذِينَ هَادُوا ۛ سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ ۖ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِن بَعْدِ مَوَاضِعِهِ ۖ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَٰذَا فَخُذُوهُ وَإِن لَّمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا ۚ وَمَن يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَن تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا ۚ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَن يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ ۚ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ ۖ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ. ســورة المـائـدة 41.

فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَٰذَا مِنْ عِندِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا ۖ فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا يَكْسِبُونَ. ســورة البقــرة 79.

أكتفـــي بهـــذا القـــدر ونكمـــل فـي الأجــزاء القــادمـة أن شــاء الله.

خـالـد عـبد الصــمد.


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

إن غاب قالت جائبا غلابا / خالد بلال

ريح هوجاء