اليوم نحن /أحمد بلول
اليوم نحن:
لا يلامُ الإنسان البسيط في المجتمع ، ولكن ربما يقع عليه بعضُ اللوم في بناء المجتمع ، والمشاركة في ترميمه من حيث هو هيكل اجتماعيّ وجسدٌ واحدٌ ، وإنّ البنية العميقة لهذا المجتمع هي الموجّه الحقيقيّ لمسار هذا المجتمع لرسم الطريق لقطاره الحامل والمحمول ، والذي يقع عليه اللومُ كلّه هو الإنسان المثقّف امرأةً كانت أو رجلاً ، حيثُ هو المرآة الكاشفة لكلّ الزلل ، والطبيب الماهر المشخّص لكلّ العلل .
إنّ تخلّي المثقّف عن المجتمع وتركه وحيدا يصنع اتّجاهَ مساره بما أمْلتْ عليه الظروف من شظفِ الحياة لينبئ عن عجزٍ ، وعن وهنٍ لهذا المثقّف ، ويُرَدّ ذلك كلّه أنّ ثقافته لم تكن تحملُ قيمَ المثقّف الحقيقيّ الذي يحمل أوجاعَ أمّته ، وإنّ صمتَه وعدم كشف الحقائق وإظهارها بما جادتْ به أفكاره وسالتْ به أقلامُه ،في محاضراته، في مسجده ، في بيته ، في مدرسته ، في طريقه للعمل ، في مكتبه وأمام كلّ سائل و مسؤول لهو المرضُ المهيمن على الأجسام ، حيثُ يرى صمتَه مَنْ هو دونه مستوى مبرّراً لأقواله وأفعاله .....
إنّنا نعيشُ اليومَ فسادَ أخلاق ، وعشنا أبواقاً من نفاق ، يُـــمْدَحُ فينا السارقُ والمارقُ ، والمفسِدُ والعاقّ ، ولا نرى فضيلة ً لحياتنا إلا الشهرة َ في محافل ملتقياتنا و بحوثنا ، والجريَ وراء الدينار.فلم نسدِ نصيحةً ، ولا نرى نهياً لمنكرٍ ، ولا أمراً لمعروف .
أحمد بلول المسعديّ / الجلفة/ الجزائر .
تعليقات
إرسال تعليق