أطياف على عتبة الصبر / يوسف جواد

أطيافٌ على عَتبةِ الصبر ،،

مــن أينَ أبــدأُ والدُّنيــا مُـفرّغــةٌ
مــن كــلِّ طيــفٍ بــهِ الآمالُ تتّقِدُ

تَجــري اللَّيَالِي وَفِي أَعْمَاقِنَا أَمَلٌ 
كَالنُّورِ يَسْطَعُ حَيْثُ الظُُلْمُ يَبْتَعِدُ

عَجِبْتُ مِنْ زَمَنٍ يَمْضِي بِلا مَهَلٍ 
وَمِنْ فُؤَادٍ عَلَى الأَشْوَاقِ يَعْتَمِدُ

مَا كُنْتُ أَحْسَبُ أَنَّ الصَّبْرَ مَنْزِلَتِي 
حَــتَّى رَأَيْتُ بِأَنَّ الصَّبْــرَ مُنْفَــرِدُ

أَشْكُــو إِلَى اللهِ حَالِي لا إِلَى بَشَـرٍ 
فَاللهُ أَقْــرَبُ مِمَّـنْ حَــوْلَهُ أَحَــدُ

في رَحْلَــةِ العُمْــرِ آمالٌ نُعَانِقُها
والقَلْبُ بَيْنَ رَجَــاءٍ خَافِقٍ يَعِــدُ

وَالقَلْبُ يَخْفِقُ في شوقٍ وفي ألمٍ 
فَالهــمُّ مُقتــربٌ والأمــنُ مُبتعِدُ

فِــي كُــلِّ نَفْــسٍ لَنَـا آهٌ مُكَتَّمَــةٌ 
وَفِــي الضُّلُــوعِ حَنِينٌ دَائِــمٌ يَقِدُ

يَا نَفْسُ صَـبْرًا فَإِنَّ الصَّـبْرَ مَكرمةٌ
بعد المُـلِمّـات علَّ البِشْر يَحتَشِدُ

حَمَلْــتُ فِي القَلْــبِ آلامًا تُــؤَرِّقُنِي
 وَفِي الضُّلُــوعِ جَـــوًى كَالنَّارِ يَتَّقِدُ

سَــأَسْتَعِـينُ بِــرَبِّي فِـي مُـصِيبَتِـنَا 
فَـهُــوَ المُعِينُ وَفِــي أَمْرِي لَهُ سَنَدُ

أمشي على الأرضِ والقلبُ الذي سكنَتْ
بــهِ الخطـايـا كــأنّي فــوقَهُ جسَدُ

مــا عادَ في الصَّدرِ ما يكفي لأسألَهُ
ولا بـعـيـنيَّ نـــورٌ حـيـــنَ أرتـقِـدُ

أرنــو إلى الفـجرِ لا فجري يُبشِّرُني
ولا الرؤى بيـنَ أضــلاعي لهـا عَمَدُ

مــاذا تبقّى ســوى طيـفٍ يُبعثِرُني
إذا تـنفّستــهُ ضــاقــتْ بيَ البلــدُ

كــأنَّهــا النَّــارُ تــأبى أن تُـفــارِقَني
وفي الحشا جَمرُها المسعورُ يفتئدُ

ســالتْ جـراحي على الأيامِ مُبتهِلاً
هل يُطفِئُ الحُزنَ هذا الدَّمعُ أو يرِدُ

يا قلــبُ إنِّي وقـد ضاقتْ مذاهِبُنا
مــا عــدتُ أمـلكُ صبراً كُلُّهُ بَــدَدُ

يوسف جواد ،،

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

إن غاب قالت جائبا غلابا / خالد بلال

ريح هوجاء