كنتم وكنا /كاظم أحمد
كُنّا و كُنتُ و كان
تراقصت من وطأة الأحمال الصفائح
امتصها و ارتداداتها بالمدٍّ و الجزر
ارتفعت نبرة حروف موجاته
هدرت بتقاربها و تعاقبها الأهوج
أفرغت بتتالٍ حمولاتِها و الزبد
تقعرت بتآكلِها حجارة المرافئ
تراكمت رمال الشوطئ
ما أن تلاشت أمواجه و استكان
حتى كوتِ القاع اندفاعات الحامل
نار و صخور سائلة و غازات حامض
أرهقتْ شهيقه و الزفير
و كُنّا و كنتُ على سطحه نلعب
نداعب الموج و نستكشف أعماقه
والماء تتخلله خيوط الذهب
مع كل فجر نلتفي
نَبوحُ و يُصغي لنا بصدره الشاسع
تَغيّر زفيرُه و تبدل الموقفُ
أضحى يَبوحُ و نُصغي له
ثَمّةَ شيخٌ صديق البحر قد هَجَرَه
كَنْكَنَ بعيدا عنه يَفْتكر
يَقصُّ خَشبًا و يَبني سفينة
نحن تُهنا و أصابنا الهذيان
ننوح و نبحثُ عنه.
كاظم احمد احمد-سورية
تعليقات
إرسال تعليق