أطلقيني /محمود محمد أسد
أطلقيني
هفيفُ البوحِ معسولُ العبيرِ
وعندلةُ الحبيبِ ندى مسيري
أهامسُها بأشعاري، فتُصغي
بعينيْها إلى الأمل النّضيرِ
أراها تمسَحُ الأهدابَ، تُخْفي
رداءَ الخوفِ بالصّمت الأسير
كلانا يُخْمِدُ التّذكارَ، إنّا
رأيناهُ كإعصارٍ مُغيرِ
إذا كان الهوى وصْلاً بهجْرٍ
فإنَّ الهجرَ أصفادُ السّعيرِ
على أشواقنا ينداحُ وصْلٌ
وشعْرٌ, لفْظُهُ شَفُّ الحرير
رسولُ القلبِ للآمالِ يُحْيي
فيصْفو خافقي صفْوَ النّميرِ
إذا شئْتِ اللّقاءَ فلسْتُ أحيا
لغيرِ الحبِّ في الزّمنِ الفقيرِ
أراكِ ربيعَ فكري, أطلقيني
فطيْرُ الشّوقِ يرضى بالمصيرِ
أصافيكِ الجوى عذْباً مضيئاً
فكيفَ جفَوْتِ قنديلَ البصيرِ؟
لكِ الأزهارُ تُنْبِتُ دوْحَ حبِّي
لكِ الأقلامُ تنهلُ من ضميري
ألمْ نُسْعدْ معاً بين القوافي؟
ألم نقْرأْْ معاً عِبَرَ القديرِ؟
رميْتِ القلبَ مأسوراً، فكوني
لهُ الأملَ المُطيَّبَ بالعطورِ
بعيداً عنكِ ذُقْتُ الآهَ جمراً
قريباً منكِ أرضى باليسيرِ
حياتي مثلُ أغصانٍ تعرّتْ
وحالي حالُ رملٍ في النفير
***
محمود محمد أسد
تعليقات
إرسال تعليق