المشاركات

عرض المشاركات من يوليو, 2025

المقامة الطنبورية /عبد الناصر عليوي

 المقامة الطنبورية -------------- حدّثنا أبو الفتحِ النيسابوريّ عن أبي القاسمِ الطَّنبوريِّ، وكان شيخاً عجيباً لبيباً، وبليغاً أديباً أريباً، يصلحُ أن يكونَ لكلِّ ذي سقمٍ طبيباً، قال: سُئلتُ يوماً في مجلسٍ من مجالسِ الأخيار، فقالوا: يا أبا القاسم، قد علمنا أنّك رجلٌ من أهلِ الأسفارْ، جُبتَ الأمصارْ، وخالطتَ الشيوخَ وكبارَ التجّارْ، وجلستَ إلى الأمراءِ والوزراءِ وأربابِ القرارْ، فحدّثنا عن أعجبِ ما رأيتَ في أعوامِكْ، وأطرفِ ما مرّ بك في أيّامِكْ. قال: نعم، سأُحدّثُكم عن حادثتَين، فيهما من العِظةِ والعِبَرْ ما يصلحُ عبرَ الزمانِ والدّهرْ، لمن يريد أن يستفيدَ من الأخبارِ والسِّيَرْ. إحداهما بمدينةِ السّراب في دولةِ القمع والإرهابْ، في عهدِ الملكِ الضليلِ هابيلَ بنِ شَرْشابيل، وسأبدأ من غيرِ مقدماتٍ وشرحٍ طويلْ: حدثَت ثورةٌ في إحدى البلدان، إذ كتب بعضُ الصبيانِ عباراتٍ على الحوائطِ والجدران، فجنّ جنونُ جماعةِ هابيل، وطاش عقلُهم كأصحابِ الفيل، فجمع قائدُ الشرطةِ الأولادْ، وقال: سأُربِّي بهم جميعَ البلادْ، وأجعلُهم عِبرةً لكلِّ المتمردين من العبادْ. فقلع الأظفار، وحرّق الأماكنَ الحسّاسةَ...

لم ام تلتفت /رانية خوجة

 ِِلِمَ لَمْ تلتفت  ********************** لِمَ لَمْ تلتفت بقيت منتظرة  إلتفاتك في آخر لقاء .. أخشيت على نفسك أم علي .. لو قمت بذلك  كنت ستنتزع كل ألم  يخترق قلبي .. لما نسيت نظرتي  ولم أنسك .. لكنك مضيت دون توقف  دون توجل  دون تأوه .. كيف قسوت ذلك الحين  وأدرت لي ظهرك  ولم تلتفت .. وظللت أنتظر  حتى نزل الطير وتناول الحَبّ  دون تخوف .. واشاروا إلي بالبنان  أن ماذا بها .. وتساقطت علي أوراق الشجر  وهزت الرياح شالي .. وظللت أنتظر وأنتظر  إلتفاتة الشمس  لأنك كنت الشمس التي  أنارت روحي .. وظن الجميع أني تمثال أصم  لا يهذي ولا ينطق .. ومرت الساعات  ولم تعد ولم تلتفت .. ************************** رانيا خوجة

من هو رب العباد /أحمد السعيد عشي

 من هو رب العباد؟ بقلم المعلم السعيد أحمد عشي رب العباد هو الذي يمدهم بالأموال التي يحصلون بواسطتها على الأرزاق ومختلف المنتجات. فلما كان تعامل العباد بعملات الذهب والفضة والنحاس التى تستخرج من أرض الله كان الله هو الوحيد الذي يمد العباد بالأموال التي يرزق بواسطتها جميع الناس. فلما تم تغيير العملات أصبحت كل دولة هي التي تمد مواطنيها بالأموال وأصبح كل شعب يحارب من أجل وطنه الذي يرتزقون من أرضه ولهذا يبدو أن الإيرانيين يدافعون عن أنفسهم فقط .ولا يدافعون عن القدس وعن الفلسطينيين وعن الإسلام ، ولن يعود العباد إلى توحيد الله إلا بالعودة إلى التعامل بعملات الذهب والفضة على الخصوص دون كنزهما. وإن الهدف من محاربة اليهود للفلسطينيين هو لفرض ربوبيتهم عليهم ونفس الهدف هو الذي يحارب اليهود والأمريكيون من أجله الإيرانيين للسيطرة عليهم بواسطة عملة الدولار التي يرغب الأمريكيون استعباد جميع الشعوب بواسطتها. وإن تحرير فلسطين وجميع دول العالم من التعامل بالعملات الصعبة لن يتحقق إلا بالعودة إلى استمداد جميع سكان العالم لأموالهم من عند الله وحده لا شريك له. وإنه بغير العودة إلى التعامل بعملات الذهب وا...

قصيدة على الرف /اماني ناصف

 قصيدة  على  الرف قصيدة  على  الرف، أحيانًا أشتهي أن أُحاور قلمي، أجده كيانًا مرموقًا يشبهني، كثيرًا ما يعارضني، وكثيرًا ما يؤيدني، ويفرح لي بضمير غائب، ليس له بديل. قلبي لا يتقن فنّ الإنكار، ونفسي لا تعرف لبس القناع، عندما أكتب لمن يرتدون القناع، تتزلزل قافيتي من بحورها، كما ينقض  الغزل  خيوطا، من بعد صبر  وإحكام، ولأني آخر الناجين من زلزال الورعين، أُخفي دموعي في جيوب الحنين، ولأن الورق يسمعني، يرتّب في داخلي فوضى الشوق والغياب. أشرب قهوتي وأُقلّب فنجاني، أواري أحزاني في جيب قافية قديمة، أجد منحنياتٍ ومنكسرات على قاع فنجاني، ورائحة بذور الهيل تملأ  أركاني، أطوي صفحة من ضوء مهترئ، أُعاود الكتابة، فلا عزاء للكلمات، ولا بكاء لمن جفّت، مآقيه من قوافل الناسكين، أرتق أضلعي بسطر، لعلني أجدني في آخر القصيدة، لأكون  بداية  فصول  جديدة ٠ قلمي أماني ناصف

في حب مصر /عبد العزيز أبو خليل

 في حب مصر كم كانَ  شعري  في  هواك  مغرِّدا (يا مصرُ يا شمسَ العروبةِ والفدا ) في  كلِّ  حرفٍ من  حروفك  قصَّةٌ  وبكلِّ   قطرٍ   إذ  أراه   مُرَدَّدا فالميمُ   مهدٌ   للحضارةِ  كلِّها والصَّادُ  صنوانُ الكرامةِ والهدى والراءُ   يا  أصلَ الخليقةِ  رايةٌ منْ حولها  باتَ الجميعُ مُجنَّدا يا  قبلةُ  المجدِ  الذي  فينا  سرى عبرَ  الزمانِ  فكانَ  مجدا  فرقدا مصرُ   التي  رَفَعَ   الإله   مكانها والاسمُ  جاءَ منَ  الكتابِ  مُحَدَّدا يا  مصرُ  يا  أمَّ  البريَّةِ  والدنا فيك  الأمانُ  لمن  أتاكِ  مُهَدَّدا منْ فضلِ جودكِ يا عظيمةُ أننا قد صارَ فينا العيشُ عَيشاً  أرغدا في عهدِ يوسفَ سُنبلاتكِ أينعتْ ولفضلِ  جودكِ  كلّ  فجٍّ  أوفدا يحمي حماها خير جُندٍ في الورى تخشاه  أفئدةُ  الطغاةُ...

أرض تنزف ولاتئن/أ.نجوة الحسيني

 "أرضٌ تنزفُ ولا تئنّ" لا شيء يُشبه التراب حين يفقد أبناءه... ولا شيء يُشبه الجدران حين ترتجفُ من صوت المدافع. سوريا... يا من وُلدتِ في فجر التاريخ كم خُذِل الفجر فيكِ، وكم صارت مآذنُكِ تصرخ لا للأذان، بل للنجاة! في كل زقاقٍ ناح طفلٌ، وفي كل دارٍ حكايةُ خيانةٍ، ورغيفُ الخبز صار أمنية، والحنين… صار لعنة. يا بلادًا علّمتنا كيف نكتب الحبّ، علّمتنا الآن كيف نكتب الحداد... كيف نحتضن الغائبين بصورٍ مُبتورة، وكيف نبحث عن الله في زوايا البيوت المُهدّمة. سوريا… ما عادت خريطتكِ ترابًا وسماء، بل جرحًا على خدِّ من أحبّك، ونشيدًا مكسورًا يبحث عن لحنٍ بين بقايا العود المحترق.            أ.نجوة الحسيني

فكيف لي بهوى غيرك /علي يوسف ابو بيحاد

 فكيف لي  بهوي    غيرك  إن كنت لا أري سواك احد وكيف لي أن أتيم بعشقه وهواك لقلبي كالمد والمدد فعشقك كمعبد   اتعبد  به وله احساسي قد خر وسجد فلا تخافي أبدا وأهدئي  فإما انت او لن يكون أحد ... بقلمي علي يوسف أبو بيجاد

أطلقيني /محمود محمد أسد

 أطلقيني  هفيفُ البوحِ معسولُ العبيرِ وعندلةُ الحبيبِ ندى مسيري  أهامسُها بأشعاري، فتُصغي  بعينيْها إلى الأمل النّضيرِ أراها تمسَحُ الأهدابَ، تُخْفي  رداءَ الخوفِ بالصّمت الأسير كلانا يُخْمِدُ التّذكارَ، إنّا  رأيناهُ كإعصارٍ مُغيرِ إذا كان الهوى وصْلاً بهجْرٍ  فإنَّ الهجرَ أصفادُ السّعيرِ على أشواقنا ينداحُ وصْلٌ  وشعْرٌ, لفْظُهُ شَفُّ الحرير رسولُ القلبِ للآمالِ يُحْيي  فيصْفو خافقي صفْوَ النّميرِ إذا شئْتِ اللّقاءَ فلسْتُ أحيا لغيرِ الحبِّ في الزّمنِ الفقيرِ أراكِ ربيعَ فكري, أطلقيني فطيْرُ الشّوقِ يرضى بالمصيرِ  أصافيكِ الجوى عذْباً مضيئاً فكيفَ جفَوْتِ قنديلَ البصيرِ؟ لكِ الأزهارُ تُنْبِتُ دوْحَ حبِّي لكِ الأقلامُ تنهلُ من ضميري ألمْ نُسْعدْ معاً بين القوافي؟  ألم نقْرأْْ معاً عِبَرَ القديرِ؟ رميْتِ القلبَ مأسوراً، فكوني  لهُ الأملَ المُطيَّبَ بالعطورِ بعيداً عنكِ ذُقْتُ الآهَ جمراً  قريباً منكِ أرضى باليسيرِ  حياتي مثلُ أغصانٍ تعرّتْ  وحالي حالُ رملٍ في النفير         ***   محمود مح...

وصية شاعر /حكمت نايف خولي

 وصيَّةُ شاعر  أملي أموتُ بقريتي في الكوخِ  بيــن أحبَّتي والأهلِ والجيرانِ وأُودِّعُ الدُّنيا بدمعةِ شاعرٍ ..... سئِمَ الحياةَ وقسوةَ الأحزانِ وعلى غِناءِ الطَّيرِ أُدفنُ في الثَّرى .....  بين الحصى والزَّهرِ والرَّيحانِ لا نعشَ يحبسُني ولا ثوبَ الرَّدى ..... مُتعرِّياً حرَّاً من الأكفانِ ومُشيِّعوني هم سُلافةُ رفقتي ..... ومن الفَراشِ وجُندبِ الوديانِ من كلِّ مخلوقٍ يدبُّ مسالماً .....  ومن الظِّبا والأيلِ والغزلانِ لا كاهناً يتلو عليَّ صلاتَهُ .....  حتى ولا شيخاً من الأديانِ هذي الطُّقوسُ مراسِمٌ عبثيَّةٌ .....  ترمي بسطوتِها على الإنسانِ فتُحيلُهُ عبداً أسيرَ ضلالةٍ ..... وجهالةٍ في خدمةِ الكهَّانِ وتُسمِّمُ الإدراكَ منهُ فيغتدي .....  متخدِّرَ الإحساسِ والوجدانِ فالعقلُ نورٌ من إلهٍ خالدٍ .....  حاشاهُ يُطوى في التُّرابِ الفاني   هو خالدٌ ويُثابُ دون وساطةٍ ..... ويعودُ بعد الموتِ للديَّانِ والجسمُ يفنى في التُّرابِ وينتهي .....  قوتاً يُقيتُ جحافِلَ الدِّيدانِ وإذاً فما نفعُ الصَّلاةِ وقد غدتْ .....  أجسادُنا نُتفاً...