أحلام حمقى
: احلامٌ حمقى
قصه قصيره
بقلم د عبد الحميد ديوان
اشتعلت جوانب السماء بالخضرة.. واختفى نبض السواد في عيون الشمس.. تخلص الحزن من ردائه الفاني وتبدل لون عينيه فأصبح يتألق نشوة. وفتح الفرح ذراعيه يستقبل زواره الوافدين إليه من سماء الغربة الطويله
:أفاق النائم
قالتها بصوت رفيع يحمل في نبضه ضعف الأنوثه
:تحركت أهدابه
وانطلق صوت انثوي آخر
:إنه يرفع يده
أصبح الصوت يتراقص مزغردا
:يرفع يده.... يحرك اصابعه
أصبح الصوت يعلو اكثر فرحا
والتف جمع النسوة حول.الرجل النائم الذي ايقظته ذبابة ارسلها خوف طاغ من الوحش القابع خلف شجرة التوت القريبه مترقبا فرائسه بعين يلتهمها الجشع
فتح الرجل عينيه؛ ثم اطبقها من جديد... لحظة من الجمود أصابت الراكعات من حوله
:أهو نوم جديد. !.؟..
تساءلت امرأة بخوف وهي تقبع عند القدم الضخمه
.. فتح الرجل عينيه مرة أخرى؛ وحرك راسه؛ التفت إلى مصدر الصوت.. ارتجف جفنه غضبا.
:اسكتي يامرأه.. الا يستطيع أحد أن ينام في هذا المكان؟..
قال ذلك وهو يركلها بعيدا عنه؛ ثم أدار ظهره لها
أسرعت المرأة تقول:إنه الوحش.. وتداركت رجل كالوحش
واردفت امرأة اخرى:سيفترسنا!!!
أكدت المرأة الثانية:نعم سيفترسنا
وادار الرجل راسه بتكاسل:وهل تحرش بكن
:لقد استولى على السمراء..... تلك التي تحبها
ردد ذلك جميع النسوة
:... ماذا؟..ماذا؟..
ردد الرجل النائم ذلك وهو يهب من نومه فزعا، ونظر في عيون نسائه المتحلقات حوله َوهن يرتجفن
كانت عيونهن ترتجف خوفا ورعبا
تسلل الرعب إلى قلبه؛ ولكنه تمالك نفسه وسألهن بصوت خافت
:أين هووارتفعت الأيدي في وقت واحد متجهة نحو مصدر الخطر انه هناك... خلف شجرة التوت
خرج الصوت من حناجرهن مرتجفا خائفا
استدار الرجل على عقبيه يواجه الخطر.. فتش جيوبه حائرا مرتبكا... لم يكن يملك سلاحا.. تلفت حوله يبحث عن نجدة.. نقّل نظره بين نسائه متسائلا.. مدت إحدى نسائه يدها مرتجفة
_ليس معي غير هذه
قالت ذلك وهي تبرز نصل سكين مهترئة اليه
_انها صدئة.. لاتنفع
قال ذلك متبرما
فكر مرة اخرى فرك يديه قلقا ثم... تناول السكين وهو يقول: سنرى
اتجه نحو خصمه... حاول أن يظهر شجاعة... وقف على مقربة منه وراح ينظر اليه متفحصا.. ثم خاطبه بصوت مرتجف
_لماذا اخذت فتأتي السمراء
خرجت كلماته بطيئة مضطربه
أجاب الرجل الوحش
_انها جميله وانا اشتهيها
_ولكنها لي هي ملكي
_الان أصبحت ملكي.. هل عندك اعتراض؟..
نظر الرجل اليه بانكسار واجاب
_ارجوك أعدها الي
_لن تعود إليك ابدا.. وتابع عليك أن تدفع لي وإلا ساخذ غيرها
نظر الرجل إلى الوحش البشرى وإلى نفسه والنصل الذي بيده ثم.... ألقى بالنصل على إلارض مستسلما وقال. سادفع..... سادفع
د عبد الحميد ديوان
تعليقات
إرسال تعليق