ذروة العشق /عدنان يحيى الحلقي

ذروةُ العشق ********* مِنْ سدِّ مأربَ جاءَ بي جَدِّي.. وكانَ يسوقُهُ.. حرسُ الخرابِ. كانَ الخريفُ يشدُّ أحزمةَ الرحيلِ.. لِمنْ يعيشُ على اليبابِ. قالوا.. تأخَّرَ..! قلتُ.. كيفَ، ولمْ يزلْ.. قيْدَ التكوّنِ في غياهبِ أسوديْنْ؟! لٰكنّني.. لمّا رأى حورانَ، صرْتُ لصلبِهِ نسغاً.. وكانَ إذا رأى.. مِنْ طرْفِ عينيْها الحَوَرْ. تبكي قناةُ نخاعِهِ الشّوكيِّ.. حتَّى الأخْضَرَيْنْ. *** وأنا الذي.. شهدَ الزّفافَ، وكنْتُ حبّاتِ المطرْ. وأنا الذي شهدَ المخاضَ.. وكنْتُ طيَّ عذابِهِ. قالوا.. تأخّرَ..! قلتُ.. جاءَ، ولمْ يجدْ. باباً يردُّ على أصابعِ قلبِهِ. لولا السّماءُ، تلقّفَتْهُ.. وجمّعتْ أعضاءَهُ، في لحظَتيْنْ. *** ما شافَني يوماً.. وكنْتُ أشوفُهُ. إمّا يرى حورانَ ترفعُ ثوبها يقعُ المشيبُ أسيرَ جيشِ شبابِهِ. كمْ كسّرتْهُ الرّيحُ.!! كنْتُ شهيدَهُ. ليعودَ أقوى، بعدَ أنْ.. يرسو عميقاً في عجينِ ترابِهِ. قالوا تأخَّرَ..! قلتُ :راحَ ليشتري.. ثوبَ الزّفافِ، وخاتمَيْنْ *** كانَ المساءُ يديرُ قهوتَهُ على قممِ الجبالِ.. وأمُّهُ.. يرعى سنابلَ صمتِها نملُ السؤالِ. وأختُهُ انعكسَتْ على مرآتِها.. مزقُ المآذنِ والكنائسِ. واستغاثاتِ الأبِ الحاني.. على جسدٍ يقاومُ بالغناءِ، وإصبَعَيْنْ.. *** كانَ النّعاسُ يديرُ خمرتَهُ على مقلِ الرّجالِ.. وحيرتي اتّكَأتْ على كتفِ الخيالِ.. فصبَّ لي كأساً، وألهبَ صحْوتي. قالوا:تأخّرَ..! قلْتُ:راحَ ليَعْتلي ظهرَ الرّياحِ ويسْتَحمَّ بغَيْمَتَيْنْ.. *** كانَ الظّلامُ يضُبُّ صرَّتَهُ.. لِيرحلَ عنْ مضاربِ صرختي ياسادتي... ياسادتي.. قالوا:تأخّرَ..! قلْتُ راحَ لينتقي.. تاجاً يليقُ بعرشِ أولىٰ القبْلَتَيْنْ..

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

إن غاب قالت جائبا غلابا / خالد بلال

ريح هوجاء