بكائية/محمود محمد أسد

 محمود محمد  أسد. 

                  بكائية                                                                                             أجـــــلْ إنّي بشــــوق للبكـــاءِ

عســـــاه يزيح بعضاً من عنائـي

وهل تشفي الدموع سقام روحــي؟

وهــل يجدي البكاء لمثل دائـــي؟

تزاحمــت الهمــــوم أمام عيــــني

كطود شامـخ نحـــو السمــــــاء

ِفمن كلِّ الجهــــات تهجُّ نـــــار

وتدهكنـــا الحرائق في انتشـــــاءِ

ألست المستعين على جراحـــــي

بصبر هادم صلـــب البنـــــــاءِ ؟

ألست المحتسي جـــور الليـــــالي

وصحبي عابهم ضعف الـــــولاءِ

وجدت الناس حولي في انشغــال

وغاصوا في الجهالة والجفــــــــاءِ

تُمرِّغهــــــمْ عـــــداوات وحقد

دفين في الصباح وفي المســــــــاءِ

على درب الضياع نسجت عشقـي

ولكـــــن مزَّقوه بالدهــــــــــاءِ

وجدت العمر يُسرق من عيونـي

وأحلامي تُشــــرَّدُ كالظبـــــــاء

يلوكون الحكايـــــا كـلَّ صبــح

ٍلأنّي جســـر حــبٍّ للرجــــــاء

ِلمن أحكي أسايـــــا ؟ مَنْ طبيبٌ

يــــداوي حرقتي قبل الفنـــــــاء

ِترافقني النجوم بــلا رقيــــــــب

وتدفعني السنونَ بـــلا حُــــــداء

ِإذا حطَّ الحبيــــب وبعد دهــــر

فلا يعطيك معســـول الإخـــــاءِ

فلم أسمع من الأحبـــاب قــــولاً

يفيض عذوبة عـــــند اللقــــــاء

ِإذا صار الأنــــام بلا شعـــــــور

فركن البيت مفقـــود الصفــــاءِ

أجل إن البكاء صديـــق عمــري

ودمعي صار عربــون الوفــــــاء

8-9-2010

-----

القصيدة منشورة في ديواني. اعترافات برسم القلق

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

إن غاب قالت جائبا غلابا / خالد بلال

ريح هوجاء