محطات من زحام الحياة/محمود محمد أ سد
محمود محمد أسد
محطَّات مِنْ زحام الحياة
(1)
على ضفَّةِ الوعدِ
أزْرَعُ صبري
فَمَنْ يَحْصُدُ الوقتَ
قبيل اختناقِ الترجّي؟
إلى سُدْرَةِ الطُّهْرِ أرنو
أسيرُ كأنِّي صبيٍّ
أضاعَ الرصيفَ
ومـلَّ التصاقَ المناكبْ..
(2)
على رمْشِ عينيكِ
يَسْبَحُ جفني
ويَغْرَقُ عشقُ القصيدةِ
حتّى أراكِ مراكبَ حبِّ
تغازِلُ رمشَ المدينةِ،
تسكُنُ جرحَ المرافئِ،
تغزِلُ للوقتِ منديل حبٍّ
يُرَفْرِفُ فوقَ سياجِ المياهِ البريئه..
(3)
على باب قلبي
سأوقِفُ عمري وحرفي
فهل تسمحين برشِّ الوعودِ
وزرْعِ البدايةِ؟
هلاَّ أراها تبادِلُ وجداً بوجدٍ؟
لترسُمَ دفْءَ الدروب
وقد عطَّروها بجَمْرِ النميمَةِ
حتّى فُجعْنا بموتِ الولادةِ
قبل فصول السقايةْ..
(4)
إلى ناصياتِ المراكب أجري
إلى فاتنات البياضِ المشعِّ سأُفْضي،
أجَدِّفُ للريحِ، للنَّارِ
أصبو كأيِّ مُغامِرْ ..
جداوِل وقتي بياناتُ عشقٍ
تبوحُ صباحاً
لتوقظَ فيَّ المشاغِلَ،
كانَ المساءُ على ترَّهاتِ الغَوايةِ
يَفْتَحُ صدري
ويبذرُ جوعاً
فكيفَ يعودُ النهارُ إلينا؟
أيأتي جريحاً كسيحاً
وقدْ زمَّلوهُ بموجِ الفجيعه؟.
(5)
أباعِدُ بين الربيعِ
وبين السعيرِ
وبينَ العيونِ التي سوَّروها
بحزنِ الطفوله..
سأدنو إليك كغيمَةِ صيفٍ
أراكِ شعاعاً على حدِّ سيفٍ
على مائداتِ البطالةِ، أضْرَمْتِ سَوْطاً
سيُشْعِلُ فيَّ الحنينَ،
مضيْتُ إليَّ لأسكُنَ
جَفْنَ الشتاءِ المشاكشِ
عذراً تطيرين كي تَعْتلي ماتبقَّى
مِنَ الوَهْمِ قبلَ اختناقِ
يبيحُ النهايةْ..
أطيرُ إليك سنينَ
أزيحُ اللِّثـامَ
وما للعصافيرِ ريشٌ تقاوِمْ..
ولكنْ وجَدْتُ النصاعةَ
تصْنَعُ فجراً
وتعزفُ لحن البدايه..
(6)
لِمَنْ أغرِسُ الوعْدَ؟
هل نَـزْرَعُ العمرَ ورداً؟
دروبي رياضُ المودّةْ
دموعي سياجُ المحبّةْ
أجَلْ فالمدينة أمسَتْ
صناديقَ رملٍ تميتُ الرجوله..
أفتّشُ عن رعشةِ الروح
بين شفاهِ الأزِقَّةْ..
تعليقات
إرسال تعليق