خيال وتخيلات/بركات الساير الفدعاني

 بركات الساير الفدعاني

خيال وتخيلات

مواكب العرب

           (١)

تتقدم عبس بشيوخها ورجالها،ويتقدم شجعانها وفرسانها،عنترة بن شداد،  يحمل راية عبس ،وسيفه بيده ،وعبلة على هودجها تباري عنترة وتبتسم له ،فيقول لها عنترة،

ولقد ذكرتك والرماح نواهل

وبيض الهند تقطر من دمي

فوددت تقبيل السيوف لأنها لمعت كبارق ثغرك المتبسم

 الحطيئة،جرول بن أوس بن مالك العبسي، أبو مُليكة. يتقدم أقزامها وسفلتها

ويدفع بلسانه يهجو كل من يمر أمامه.

            (٢)

ويمر شعراء المعلقات،ويتقدمهم الشاعر امرؤ القيس،الشاعر الضليل، ويتقدم مع أصدقائه نحو سوق عكاظ.. ويقول..

قفا نبك من ذكر حبيب ومنزل

بسقط اللوى بين الدخول فحومل

فتوضح فالمقراة لم يعف رسمها

لما رسمتها من جنوب وشمأل

           (٣)


 ويمر موكب

 تغلب بأعلامها وفرسانها،يتقدمهم الزير سالم أبو ليلى المهلهل تتبعه في القيادة أخته ليلى..وهي تصرخ به بمتابعة الهجوم على أبناء عمها بكر لأخذ الثأر منهم بمقتل كليب..

ويزمجر الزير وترتج لغضبته كل تغلب،،ويقول..

  أَنكَرَتني حَليلَتي إِذ رَأَتني كاسِفَ اللَونِ لا أُطيقُ المُزاحا 

وَلَقَد كُنتُ إِذ أُرَجِّلُ رَأسي ما أُبالي الإِفسادَ وَالإِصلاحا 

بِئسَ مَن عاشَ في الحَياةِ شَقِيًّا كاسِفَ اللَونِ هائِمًا مُلتاحا

 

يا خَليلَيَّ نادِنا لي كُلَيبًا وَاِعلَما أَنَّهُ مُلاقٍ كِفاحا 

يا خَليلَيَّ نادِنا لي كُلَيبًا ثُمَّ قولا لَهُ نَعِمتَ صَباحا

 

يا خَليلَيَّ نادِنا لي كُلَيبًا قَبلَ أَن تُبصِرَ العُيونَ الصَباحا 

لَم نَرَ الناسَ مِثلَنا يَومَ سِرنا نَسلُبُ المُلكَ غُدوَةً وَرَواحا 

وَضَرَبنا بِمُرهَفاتٍ عِتاقٍ تَترُكُ الهُدمَ فَوقَهُنَّ صُياحا تَرَكَ الدارَ ضَيفُنا وَتَوَلّى عَذَرَ اللَهَ ضَيفَنا يَومَ راحا ذَهَبَ الدَهرُ بِالسَماحَةِ مِنّا 

يا أَذى الدَهرِ كَيفَ تَرضى الجِماحا

 وَيحَ أُمّي وَوَيحَها لِقَتيلٍ مِن بَني تَغلِبٍ وَوَيحًا وَواحا يا قَتيلاً نَماهُ فَرعُ كَريمٌ فَقدُهُ قَد أَشابَ مِنّي المِساحا

 

كَيفَ أَسلو عَنِ البُكاءِوَقَومي 

قَد تَفانَوا فَكَيفَ أَرجو الفَلاحا 

             (٤)

هذا موكب بكر بن وائل،تتقدمهم جليلة بنت مرة ويتبعها أخوها جساس بن مرة. وصوت أبيها مرة وهو يطلب منها العقل والحكمة،

وتتابع بكر مواكبها الكبيرة،هذا الموكب الثاني لبكر بن وائل يتقدمهم ه‍انئ بن مسعود الشيباني،وهم يرفعون رايات النصر في ذي قار،،

ويمر موكب قريش براياته وأعلامه.قبل الإسلام،ويحمل خالد بن الوليد راية قريش،

            (٥)

وهاهو موكب قبيلة هوازن بمختلف قبائلها،تتقدمهم قبيلة ثقيف ،ويقودهم الحجاج بن يوسف الثقفي،والفاتح محمد بن القاسم الثقفي،،

           (٦)

هذا عمر بن أبي ربيعة،يتقدم الشعراء الغزليين،شعراء الغزل الصريح،وهو ينشدٍ..

لَيتَ هِنداً أنجَزتنا ما تَعدْ وشَفَتْ أنفُسَنا مِمَّا تَجِدْ


واستَبدَّتْ مرةً واحدةً إنَّما العَاجزُ مَن لا يَستبِدْ


زَعَموها سَأَلَت جاراتِها وَتَعَرَّت ذاتَ يَومٍ تَبتَرِدْ


أكَما يَنعَتُني تُبصِرنَني عَمرَكُنَّ اللهَ، أَم لا يَقتَصِدْ؟

يتبعه الشاعر الأخوص . والوليدبن يزيد.

           (٧)

ويمر موكب الشعراء العذريين،بقيادة جميل بثينة ،وبجانبه بثينة ،وهو يقول،،


شهِدتُ بأني لم تَغَيّر مودّتي، وأني بكم، حتى الممات، ضنينُ وأنّ فؤادي لا يلينُ إلى هوى سواكِ،


وويتبعه كثير وبجانبه عزة.. وسعيد عبد الرحمن.. وقيس بن الملوح المشهور.بمجنون ليلى الذي فقد عقله.وينشد ويقول..


أَرى أَهلَ لَيلى أَورَثوني صَبابَةً وَمالي سِوى لَيلى الغَداةَ طَبيبُ 

إِذا ما رَأَوني أَظهَروا لي مَوَدَّةً وَمِثلُ سُيوفِ الهِندِ حينَ أَغيبُ

 فَإِن يَمنَعوا عَينَيَّ مِنها فَمَن لَهُم بِقَلبٍ لَهُ بَينَ الضُلوعِ وَجيبُ

           (٨)

هذا هو الشاعر  جرير بن عطية اليربوعي التميمي

،يقود ركب شعراء النقائض،يتبعه الفرزدق والأخطل التغلبي..  وهو يهجو الفرزدق فيقول...

فغضِّ الطرفَ إنَّك من نُمير فلا كعبًا بلغتَ ولا كلابا


ويهجو الفرزدق جرير فيقول...

ضربت عليك العنكبوت بنسجها وقضى عليك به الكتاب المنزل

           (٩)

هذه قبيلة طيء ببطونها الكبيرة،يتقدمهم حاتم الطائي أكرم العرب،ضرب به المثل في السخاء والكرم،وبجانبه امرأته ماوي ،المرأة الجميلة صافية البياض والنقاء،ومن هودجها تعاتب زوجها وتلومه في إسرافه وكرمه،فيقول لها حاتم.ٍ.

أَماوِيُّ قَد طالَ التَجَنُّبُ وَالهَجرُ


وَقَد عَذَرَتني مِن طِلابِكُمُ العُذرُ


أَماوِيُّ إِنَّ المالَ غادٍ وَرائحٌ


وَيَبقى مِنَ المالِ الأَحاديثُ وَالذِكرُ


أَماوِيُّ إِنّي لا أَقولُ لِسائِلٍ


إِذا جاءَ يَوماً حَلَّ في مالِنا نَزرُ


أَماوِيُّ إِمّا مانِعٌ فَمُبَيَّنٌ


وَإِمّا عَطاءٌ لا يُنَهنِهُهُ الزَجرُ


أَماوِيُّ ما يُغني الثَراءُ عَنِ الفَتى


إِذا حَشرَجَت نَفسٌ وَضاقَ بِها الصَدرُ


إِذا أَنا دَلّاني الَّذينَ أُحِبُّهُم


لِمَلحودَةٍ زُلجٌ جَوانِبُها غُبرُ


وَراحوا عِجالاً يَنفُضونَ أَكُفَّهُم


يَقولونَ قَد دَمّى أَنامِلَنا الحَفرُ


أَماوِيُّ إِن يُصبِح صَدايَ بِقَفرَةٍ


مِنَ الأَرضِ لا ماءٌ هُناكَ وَلا خَمرُ


  

يتبع الحلقة 2 في التكملة.


.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

إن غاب قالت جائبا غلابا / خالد بلال

ريح هوجاء