مواكب العرب/بركات الساير العنزي

 بركات الساير الفدعاني

خيال وتخيلات 2

مع المطولة الثانية مواكب العرب.

         (١٠)

ويمر موكب الشعراء الصعاليك . ويتقدمهم الشاعر الشنفرى الأزدي، وهو يسابق الخيل على قدميه ،وينشد لامية العرب..

فيقول..

أقجيموا بني أمي صدورَ مَطِيّكم فإني، إلى قومٍ سِواكم لأميلُ! فقد حمت الحاجاتُ، والليلُ مقمرٌ وشُدت لِطيّاتٍ مطايا وأرحُلُ ولي دونكم أهلونَ: سِيْدٌ عَمَلَّسٌ وأرقطُ زُهلول وَعَرفاءُ جيألُ هم الأهلُ لا مستودعُ السرِّ ذائعٌ لديهم، ولا الجاني بما جَرَّ يُخْذَلُ

 

ويتبعه عروة بن الورد، وتأبط شرا،

والسليك بن سليكة،  وحاجز بن عوف الأزدي ،

وقيس الخزاعي..

ومجموعة الشعراء أبناء الحبشيات السود،

          (١١)

وهذا موكب شعراء الأندلس،

يتقدمهم الشاعر الوزير ابن زيدون،وبحانبه محبوبته ولادة بنت المستكفي وهو ينشدها  ، فيقول...

إِلَيكِ مِنَ الأَنامِ غَدا ارتِياحي وَأَنتِ عَلى الزَمانِ مَدى اِقتِراحي 

وَما اعتَرَضَت هُمومُ النَفسِ إِلّا وَمِن ذِكراكِ رَيحاني وَراحي فَدَيتُكِ إِنَّ صَبري عَنكِ صَبري لَدى عَطَشي عَلى الماءِ القَراحِ 

وَلي أَمَلٌ لَوِ الواشونَ كَفّوا لَأَطلَعَ غَرسُهُ ثَمَرَ النَجاحِ

ويمشي خلفه ،  أبو البقاء الرندي،

وهو ينشد ويقول...


لِكُلِّ شَيءٍ إِذا ما تَمّ نُقصانُ


فَلا يُغَرَّ بِطيبِ العَيشِ إِنسانُ


هِيَ الأُمُورُ كَما شاهَدتُها دُوَلٌ


مَن سَرّهُ زَمَن ساءَتهُ أَزمانُ


وَهَذِهِ الدارُ لا تُبقي عَلى أَحَدٍ


وَلا يَدُومُ عَلى حالٍ لَها شانُ


يُمَزِّقُ الدَهرُ حَتماً كُلَّ سابِغَةٍ


إِذا نَبَت مَشرَفِيّات وَخرصانُ


وَيَنتَضي كُلَّ سَيفٍ للفَناء وَلَو


كانَ ابنَ ذي يَزَن وَالغِمد غمدانُ


أَينَ المُلوكُ ذَوي التيجانِ مِن يَمَنٍ


وَأَينَ مِنهُم أَكالِيلٌ وَتيجَانُ


وَأَينَ ما شادَهُ شَدّادُ في إِرَمٍ


وَأينَ ما ساسَه في الفُرسِ ساسانُ


وَأَينَ ما حازَهُ قارونُ من ذَهَبٍ


وَأَينَ عادٌ وَشدّادٌ وَقَحطانُ


 وهذا لسان الدين الخطيب ،وينشد ابن الخطيب موشحه ،جادك الغيث..همى

يا زَمانَ الوصْلِ بالأندَلُسِ

لمْ يكُنْ وصْلُكَ إلاّ حُلُما

في الكَرَى أو خِلسَةَ المُخْتَلِسِ

إذْ يقودُ الدّهْرُ أشْتاتَ المُنَى

تنْقُلُ الخَطْوَ علَى ما يُرْسَمُ

زُفَراً بيْنَ فُرادَى وثُنَى

مثْلَما يدْعو الوفودَ الموْسِمُ

والحَيا قدْ جلّلَ الرّوضَ سَنا

فثُغورُ الزّهْرِ فيهِ تبْسِم.

والشاعر ابن خفاجة. وأبو اسحق الألبيري،، وابن دراج القسطلي،،ويحيي ابن هذيل،،والرصافي البلنسي،،

       

          (١٢)

شعراء  الخوارج

ويتقدم شعراء الخوارج وهم يحملون  سيوفهم ورماحهم،الملونة بالدماء، يقودهم الشاعر عمران بن حطان،وهو ينشد ويقول...

يا روح كم من أخي مثوى نزلت به

قد ظن ظنك من لخم و غسـان

حتى إذا خفته فارقت منزلــــه

من بعد ما قيل عمران بن حطـان

قد كنت ضيفك حولا لا تروعـني

فيه الطوارق من أنس و لا جان

حتى أردت بي العظمى فأوحشني

ما أوحش الناس من خوف ابن مروان

فاعذر أخاك ، ابن زنباع ، فإن لــه

في الحادثات هنات ذات ألـــوان

يوما يمان إذا لاقيت ذا يمــــن

و إن لقيت معديا فعدنــــــاني

لو كنت مستغفرا يوما لطاغيـــة

كنت المقدم في سري و إعلانــــي

لكن أبت ذاك آيات مطهــــرة

عند التلاوة في طه و عمـــــران


ويتبعه الطرماح بن الحكيم..

والشاعر قطري بن الفجاءة وهو ينشد..

أَقولُ لَها وَقَد طارَت شَعاعاً

مِنَ الأَبطالِ وَيحَكَ لَن تُراعي

فَإِنَّكِ لَو سَأَلتِ بَقاءَ يَومٍ

عَلى الأَجَلِ الَّذي لَكِ لَم تُطاعي

فَصَبراً في مَجالِ المَوتِ صَبراً

فَما نَيلُ الخُلودِ بِمُستَطاعِ

وَلا ثَوبُ البَقاءِ بِثَوبِ عِزٍّ

فَيُطوى عَن أَخي الخَنعِ اليُراعُ

سَبيلُ المَوتِ غايَةُ كُلِّ حَيٍّ

فَداعِيَهُ لِأَهلِ الأَرضِ داعي

وَمَن لا يُعتَبَط يَسأَم وَيَهرَم

وَتُسلِمهُ المَنونُ إِلى اِنقِطاعِ

وَما لِلمَرءِ خَيرٌ في حَياةٍ

إِذا ما عُدَّ مِن سَقَطِ المَتاعِ

           (١٣)

موكب الشاعرات النساء...

هذا موكب الشاعرات القديرات،وأمامهن الخنساء تماضر  بنت  غمرو ابن الحارث،وترثي أخاها صخر فتقول...

أَعَينَيَّ جودا وَلا تَجمُدا


أَلا تَبكِيانِ لِصَخرِ النَدى

أَلا تَبكِيانِ الجَريءَ الجَميلَ

أَلا تَبكِيانِ الفَتى السَيِّدا

طَويلَ النِجادِ رَفيعَ العِمادِ

سادَ عَشيرَتَهُ أَمرَدا

إِذا القَومُ مَدّوا بِأَيديهِمِ

إِلى المَجدِ مَدَّ إِلَيهِ يَدا

فَنالَ الَّذي فَوقَ أَيديهِمِ

مِنَ المَجدِ ثُمَّ مَضى مُصعِدا

يُكَلِّفُهُ القَومُ ما عالُهُم

وَإِن كانَ أَصغَرَهُم مَولِدا

تَرى المَجدَ يَهوي إِلى بَيتِهِ

يَرى أَفضَلَ الكَسبِ أَن يُحمَدا

وَإِن ذُكِرَ المَجدُ أَلفَيتَهُ

تَأَزَّرَ بِالمَجدِ ثُمَّ اِرتَدى

ووراءها هند بنت عتبة،وزرقاء اليمامة،الخنساء بنت زهير بن أبي سلمى،وصفية الباهلية، وعاتكة بنت عبد المطلب، وهند بنت النعمان، وغيرهن الكثيرات،،

هاهي الشاعرة الفارعة الشيبانية تبكي أخاها الوليد بن طريف.البكري  فتقول..

فيا شجر الخابورِ مالـكَ مورقا..  كأنك لم تحزنْ على ابن طريف


فتى لا يحب الزادَ إلا من التقى    ولا المـالَ إلا من قنـاً وسيوف


ولا الذخر إلا كلَّ جرداء صلـدمٍ    مُعـاودةٍ للكرتين صفـوف


كأنك لم تشهـدْ هناك ولم تقـمْ    مقاماً على الأعداء غيرَ خفيـف


ولم تستلمْ يوماً لردّ كريهةٍ    من السرْدِ في خضراءَ ذاتِ رفيف

عليـه سـلامُ الله وقْفاً فإننـي    أرى الموتَ وقّاعاً بكلِّ شريف...

          (١٤)

ويمر موكب أدباء العصر العباسي،يتقدمهم الكاتب الكبير،درة الزمان ،وفخر الأمة،زاد الثقافة،وزعيم مدرسة النثر العربي الجاحظ عمرو بن بحر،وهو يحمل كتبه،البيان والتبيين،والبخلاء،وكتاب الحيوان، وكتاب المحاسن والأضداد.وكتاب التاج في أخلاق الملوك،

وخلف الجاحظ الشاعر الفيلسوف أبو العلاء المعري،يركب جمله وينشد فيقول..

غَيْرُ مُجْدٍ في مِلّتي واعْتِقادي


نَوْحُ باكٍ ولا تَرَنّمُ شادِ


وشَبِيهٌ صَوْتُ النّعيّ إذا قِي


سَ بِصَوْتِ البَشيرِ في كلّ نادِ


أَبَكَتْ تِلْكُمُ الحَمَامَةُ أمْ غَنْ


نَت عَلى فَرْعِ غُصْنِها المَيّادِ


صَاحِ هَذِي قُبُورُنا تَمْلأ الرُّحْ


بَ فأينَ القُبُورُ مِنْ عَهدِ عادِ


خَفّفِ الوَطْء ما أظُنّ أدِيمَ ال


أرْضِ إلاّ مِنْ هَذِهِ الأجْسادِ


وقَبيحٌ بنَا وإنْ قَدُمَ العَهْ


دُ هَوَانُ الآبَاءِ والأجْدادِ


سِرْ إنِ اسْطَعتَ في الهَوَاءِ رُوَيداً


لا اخْتِيالاً عَلى رُفَاتِ العِبادِ


رُبّ لَحْدٍ قَدْ صَارَ لَحْداً مراراً


ضَاحِكٍ مِنْ تَزَاحُمِ الأضْدادِ

ويمشي وراءه الشاعر الكبير ،أبو تمام وينشد معلقته ،،

السَيفُ أَصدَقُ أَنباءً مِنَ الكُتُبِ


في حَدِّهِ الحَدُّ بَينَ الجِدِّ وَاللَعِبِ


بيضُ الصَفائِحِ لا سودُ الصَحائِفِ في


مُتونِهِنَّ جَلاءُ الشَكِّ وَالرِيَبِ


وَالعِلمُ في شُهُبِ الأَرماحِ لامِعَةً


بَينَ الخَميسَينِ لا في السَبعَةِ الشُهُبِ


أَينَ الرِوايَةُ بَل أَينَ النُجومُ وَما


صاغوهُ مِن زُخرُفٍ فيها وَمِن كَذِبِ


تَخَرُّصاً وَأَحاديثاً مُلَفَّقَةً


لَيسَت بِنَبعٍ إِذا عُدَّت وَلا غَرَبِ


إلى اللقاء في مواكب العرب في هذه المطولة الحلقة الثالثة،،،

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

إن غاب قالت جائبا غلابا / خالد بلال

ريح هوجاء