تريني الدرب /محمود محمد أسد
محمودمحمدأسد
تُريني الدّربَ
تُحدّثني، وتهديني الزّهورا
فأصحو حاملاً حقلاً ونورا
فترميني على ملإٍ بوردٍ
تبدّى لي سيمنحني السّرورا
وكنتِ إذا أتاني الليلُ شمسا
تُحيِّيني، وكنتِ ليَ النّشورا
وكنّا مجمعَ العشّاقِ ، نحكي
لهمْ قصصاً، ونُطلقُهم طيورا
تحاكينا، تجاذبْنا رؤانا
فهل نشكو؟ ومن ملَّ الحضورا؟
هنا نطقَ الربيعُ، وشادَ قصرا
هناكَ رأيْتُ من نثرَ الزّهورا
فهل أبقتْ لنا الأيّامُ ذكرى
تفوح؟ وهل لنا أبقتْ نصيرا؟
أُبادلكِ اشتياقي بعد صيفٍ
جفانا، واستطابَ لنا الهجيرا
فلم يتركْ لنا دربا مضيئاً
ولم يتركْ لنا ثوبا نضيرا
تبقّى لي شريطٌ من خريفٍ
أناجيه ، فيأتيني سعيرا
يُثيرُ الشّجْوَ، يوقد فيَّ حسّاً
ألا كم جاءني يُغري الشّعورا؛
ألا كم لامني . أنّي غريبٌ
أُجافي الحسنَ، أرسمُهُ صغيرا
وما كنْتُ الذي يُزكي جفاءً
وما كنْتُ الذي يجفو الأسيرا
فكوني فصلَ حبّي يا ملاذي
وكوني قصّةً تُعطي الكثيرا
إذا شئنا الحياةَ بلا حروبٍ
فذاكَ القلبُ يمنحنا البذورا
فهذا القلبُ منهلُ كلِّ خيرٍ
يُعلِّمنا، ونأبى أن نصيرا
لنا وطنٌ ، يعزّ عليه حزني
أأبكي نخوةً غابتْ دهورا؟
لقد ضلّ البنون لأنّنا من
زمانٍ ،نبعثُ الثأرَ الحقيرا
----------
تعليقات
إرسال تعليق