أمي / خالد بلال
أمي
كانَتْ تُحدّثني عن ماءِ طينتِها
وعن حياةٍ مضَتٔ من عهدِ أجدادي
وكانت الذكرياتُ التيهُ فكرتُها
تخالها أيقدت قلبي وأورادي
الدمعُ في مقلتيها اساقطت دُرراً
من حرِّ مهجتها تهتزُ أوتادي
بصوتها تغزلُ الأشعارَ أغنيةً
يلفُ مِقودها عصفورنا الشادي
في يومِ راحتها كانت تسامرُنا
تُخفي سريرتها من كل حُسَّاد
تحكي حكايتَها والطرفُ فاترةٌ
لسانها لهجت صلوا على الهادي
وكنت في حينها أنصاغُ في يدها
حديدةً سلمت في كفِّ حدَّادٍ
وأنها أشعلت يوماً فتائلها
ليلاً لتجلبَ ماءً حلَّ بالوادي
وأنها زرعت أرضاً فطاب لها
وتحرسُ الزرع من غادٍ ومن عادٍ
وفي الشتاء ترى قَشاً يظللُها
تخونُ صفحتَهُ من غير أحقادٍ
وفيه كم قطراتٍ أيقضَتْ وتراً
بخاطري عقدت خيطي بعقادِ
حبُّ الغمامِ أتى والغيمُ ساريةٌ
وريحها ابتلعَتْ صوتي ومرصادي
لكن ثمة صوتا شاع متسما
بدفئه قدبرى قلبي بكمّاد
ياشمسَ قلبي تجلّي أشعلي حمماً
هام الجليدُ سبى قلبي وخلّادي
أمي التي قدتوارت بالتراب أرى
حنانها قد أتى يغتالُ جلّادي
خالدبلال (أبوعمرو)
تعليقات
إرسال تعليق