صانع الود /إبراهيم شبل

 قصة قصبرة(صانع الورد)

في عام الف تسعمائه وسبعة ولد عبدالفتاح بالمنصورة  فكان طفلا جميلا وذلك لأنه من أصول تركية ترعرع فيها وكبر عبد الفتاح ليتعلم حرفة صانعة الورد من والده ليذيع صيته منذ صغره لييدع في هذا الفن والذوق الراقي في صناعة فازات الزهور وبوكيهات الورد الطبيعي التي كانت تقدم في أوائل العشرينيات من القرن الماضي وإستمرت هكذا الدنيا

جميلة وعندما بلغ عبد الفتاح قرر أن يقوم بصنع فازات الورد من الورد الصناعي او من الأسفنج الملون الرقيق ويتم تشكيله على أشكال الورود المختلفة تربط بسلك رفيع ملفوف بشريط ملون وكانت هذه الفازات من الورد من الكماليات بجهاز العروسه في هذه الفترة بجوار صندوق الهدوم وباجور الجاز واللمبة نمرة 5 واللمبة نمرة 10 واللمبة النقالة وطشت الحمام وغلاية الميه والسرير ابو عمدان وحتة المرايا والمكحلة و المواعين النحاس ودائما أفراح القرى بعد محصول القطن أهم مورد إقتصادي بهذه الفترة للبلاد فقرر عبد الفتاح الأقامة بفصل الشتاء بالمنصورة وفي يأخذ ما صنعه من فازات الورد إلى القرى المحيطة بمدينة المنصورة

هكذا بدأ عبد الفتاح في السعي في كسب الرزق ولكن كانت هذه الفترة كانت كئيبة على مصر حيث بدأ النزاع يشتد في مصر بين الإنجليز والقصر وبدأ النشاط الثوري في مصر وخصوصا بعد الغاء دستور 1923 قد ساءت حالة البلاد إقتصاديا فقرر عبد الفتاح أن يقوم بعروض للبيع أن يتم الشراء والسداد على فترات هو كل يوم من أيام  أسبوع ينزل قرية معينه يبيع فيها ويتم جمع حق ماباعه حسب المتفق عليه من السداد وكانت ضمائر الناس في هذا الوقت نقية والكلمة عهد وشرف والحقوق مضمونة بعهد الله وهنا بدأ الحب يداعب ابن البندر عندما رأى في إحدى القرى تلك الفتاة التى كانت واقفة مع إحدى البنات تختار فازات للجهاز لأنها عروسة ويتم الفرح إن شاء الله بعد عودة أخيها من الجهادية ولكن عندما وقعت عينيه على بهية فأنه قد سحر بجمالها الرائع فكانت بيضاء طويلة ممشوقة القوام فذهب عبد الفتاح لأبوه ليخبره إنه يريد أن يتزوج فقال له أبوه عندي لك عروسة جميلة جدا بنت عمك سعيد الإسكافي فيرد على أبيه أخت إسماعيل الإسكافي يقول الأب نعم فيرد إنها تشبه إسماعيل يا أبي ولكني رأيت بنت زي القمر في إحدى القرى وقد قررت أن اتزوجها فقال الأب إن شاء الله  سنذهب الخميس موعدي الأسبوعي بهذه القرية إن شاء الله ثم ذهب قبل يوم الخميس إلى هذه القرية لجمع المعلومات عن العروس فعرف إنها البنت لأبيه مع ثلاث أولاد وأن امها ترفض زوجها بعيدا عنها وقد وافق الأب على كلام الأم فقرر عبد الفتاح أن يستأجر غرفة او غرفتين في بيت وفعلا حصل على مايريد بأجر زهيد يدفع خمس قروش في الشهر ولكن صاحب لايريد أجرا لأنه قدعلم إن صانع الورد يريد أن يتزوج من إبنة أخت فحدثه وطمنه إن بيته مفتوح له هنا إطمئن فعاد إلى المنصورةيفكر كيف يتحدث مع أببه في أمر الحياة بالقرية وجاء يوم الخميس وذهب ومعه والده إلى القرية وهنا قال الوالدأريد أن أشتري سجاير مكنة فأشار عبد الفتاح لأبيه على بيت بائع السجاير وفي هذه اللحظة مرت مع صديقتها العروس فتسمر عبد الفتاح مكانه ولم يذهب خلف ابيه وعندما رجع الأب نظر لإبنه متعجبا منه قائلا له والله عندك حق إنك تسبب المنصورة وتيجي تعيش هنا اهلها طيبين والبنت حلوة زي الغزال وانت شفته يا أبي طبعا شفتها في عيونك اللي بتلمع بالحب ومين قالك إني هسيب المنصورة وأعيش هنا عمك على بتاع السجاير قاللي إن شرط ابوها إن بنته لن تتزوج غريب فقولت له سهله إن شاء الله الواد عاوز البنت وانا جاي اجوز إن شاء الله 

طب يلا يا والدي عمك على جاي معانا عمي على أيوا جاي انا هنادي عليه يا عم علي جاي يلا ياعم علي مبروك ياعبدالفتاح مقدما وعند البيت شاف على إسماعيل خال بهية على السلام عليكم ياحاج إسماعيل طب فين عمي أبوزيد أبو عبدالفتاح عوزه في كلمتين الحاج إسماعيل اقعد يا علي انت وضيوفك على ما تشربوا الشاي على المصطبة لحد ما يجي من المشوار الحاج اسماعيل ازيك يا عبد الفتاح قولت لأبوك على الشرط أيوا عمي على قال له على الشرط و ابويا موفق الحمد لله وانا أمام ابوك انت من اليوم ولدي وداري هي دار ولدك ياعم الحاج وانا بقولك ابنك صار ولدنا ومن بلدنا على عمي أبوزيد جه أهوه أبوزيد السلام عليكم خير ياحاج قعد بره على المصطبة ليه مانادتش على اختك تفتح المندرة ليه يا حاج احنا قولنا نستناك وندخل معاك الدار أبوزيد اتفضلوا تعالوا وينادي على مراته يا ام شعبان اعملي الشاي فتناوله الشاي و يخرج ابو العريس علبة السجاير المكنة ويعزم على الجميع ويتكلم ويقول انتم اكيد عرفين ابني رد علي قائلا دا ابننا أيوا والله ونعم الشباب المكافح طب ياحاج أبوزيد انت والحاج إسماعيل انا جاي النهاردة اطلب ايد بنتك لأبننا فقال الأب موافق والفرح بعد شهرين في شهر 7 سنة 1930 وهنا تزوج صناع الورد من بهية وعاشا بالقريةوانجب أولاد كثيرون وتوفى بالقرية التي أحبها.

الكاتب/إبراهيم شبل

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

إن غاب قالت جائبا غلابا / خالد بلال

ريح هوجاء