القنبلة /.. رواية / رضا الحسيني (16)

.. القنبلة .. رواية / رضا الحسيني ( 16 )
ونسيت حتى أن أقول لزوجتي صباح الخير كما أفعل معها عند استيقاظي كل صباح ، ماذا أصابني ، كيف حوَّلني هذا الصديق الذي دخل حياتي منذ أسابيع قليلة من رجل مُنتظم في فعل كل الأشياء الجميلة لرجل لايتذكر فعل أي شيء على الإطلاق ، من المؤكد أنني في نظر الجميع الآن متهم، كما ينظر لي هذان المجندان الآن
... ..... ( الانفجار )
في هذه اللحظات وأنا في هذا الاستغراق الغريب لما أصابني منذ عرفت هذا الصديق الغريب ، امتدت يد تجذبني لخارج بوكس الشرطة وأنا ماتزال يداي مقيدتين ، والصوت يصاحب الفعل القوي الذي تعرضت له فجأة ، ولم أستوعب مايحدث لي إلا عندما أمسكت يده بوجهي يرفعه لأعلى وهو يردد :
_ إنت ليه خبيت علينا إن صاحبك الكاتب له كتب موجودة داخل المعرض ؟
_ أنا قلت معاليك من الأول إنه كاتب مغمور ، وقلت إن له كتب ، بس كنت هعرف منين إن كتبه معروضة هنا في المعرض
_ إزاي متعرفش ؟! إزاي صاحبك ومتعرفش عنه حاجة زي دي ؟!
_ أنا لسه بعرفه يافندم من أسابيع بس
وهنا سمعنا صوت دوي شديد نتيجة انفجار شيء ما داخل المعرض ، وارتمينا جميعنا على الأرض منبطحين ، والأعين زائغة ، والقلوب تدق بقوة وسرعة ، وكثير من الناس الموجودين بالمعرض يهرولون بشكل عبثي وحالة من التوتر والصراخ تنتشر بين الجميع ، ويكاد الكل يتصادم ببعضه ولا أحد يعرف يجري من أين إلى أين ، ولا أحد يعرف مالمكان الأكثر أمانا هنا ، وخطر لي أن أهرب في هذه الظروف حيث ماعاد أحد ينتبه لي ، وانشغل الضابط وعساكره بالانبطاح مثل الجميع خشية الإصابة نتيجة هذا الانفجار المدوي الذي سمعناه وكأنه لايبعد عنا سوى أمتار بسيطة ، قلت لنفسي يجب أن أنهض وأجري مسرعا نحو الباب ، ونظرت باتجاه بوابات المعرض وجدتها خالية من كل الأمن ، حيث الكل فعل مافعله الضابط وعساكره بالانبطاح أرضا حتى يتبين الأمر الذي حدث ، فنهضت من انبطاحي فجأة وأسرعت بالعدو باتجاه أقرب بوابة ، وشعرت عندها أن البوابة تبدو لي وكأنها تزداد ابتعادا عني كلما زدت من سرعتي ، وانطلق خلفي صوت الضابط :
_ اقف مكانك ، اقف وإلا هضرب في المليان ، اقفلوا البوابات ، هذا إرهابي
وفي لحظات هب كثير من المنبطحين من رجال الأمن واقفين ليغلقوا البوابات ، وحاصرني البعض الآخر منهم حتى أمسكوا بي ، وصرت فريسة ثمينة متهالكة صارت مباحة لأنياب الذئاب الجائعة
_ بتهرب مننا ، صاحبك يفجر القنبلة وانت تجري تحصله عشان تهرب معاه ، ولا كنت ناوي تروح تفجر حاجة تانية ؟
_ يافندم والله أنا مش فاهم كل الكلام اللي سعادتك بتقوله ده
وهنا جاء صوت ينادي من خلال الجهاز الذي يمسك به طيلة الوقت وهو يردد :
_ الانفجار كان لإطار سيارة تتحرك مسرعة بجوار سور المعرض ، الوضع آمن
... وفي المساء نلتقي مع 17

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

إن غاب قالت جائبا غلابا / خالد بلال

ريح هوجاء