الشعاع----- /سمير عبد الرؤوف الزيات

 الشعاع

ــــــــــ

أرى فِي الْوُجُـودِ الْكَئِيبِ شُعُاعًـا

أَتَى   مُقْبِـلًا مِنْ  وَرَاءِ  الْجَبَــلْ

يُجَـدِّدُ  فِينَـا  أَرَقَّ  المَعَـاني

وَيَشْدُو  نَشِـيدَ  الْمُــنَى وَالأَمَــلْ

وَيَبْعَثُ فِي الْقَلْبِ نَشْوَى الأَمَانِي

وَيَقْتُلُ فِي النَّفْسِ رُوحَ  الْمَلَلْ

أَرَاكِ  شُعُـاعًـا  يُضِيءُ الحَيَـاةَ

وَبَـدْرًا مُنِيرًا  يَسُـرُّ  المُقَــلْ

***

أَرَى الْحُبَّ فِيكِ وُرُودًا عِذَابًـا

أَرَاهُ  كَزَهْــرٍ   نَـدِيٍّ  خَضِـلْ

يُنَاغِي النَّسِيمً  بِثَغْــرٍ  ضَحُـوكٍ

بِهَمْسٍ   وَدِيعٍ  ،  رَقِيقِ   الْغَزَلْ

فَمَــالَ النَّسِيـمُ  ،  وأَلْـقَى عَلَيْـهِ

شِبَاكَ  الْهَوَى  مِنْ نَسِيجِ  الطَّفَلْ

يُدَاعِبُ  أَوْرَاقَـــهُ السَّاحِــرَاتِ

وَيَهْـفُـو عَلَى خَــدِّهِ الْمُشْتَعِـلْ

مِنَ الشَّـوْقِ غَنَّــاهُ لَحْنًـا طَرُوبًـا

فَأَسْـدَى إِلَيْـهِ النَّسِـيمُ الْقُـبَـلْ

***

أَرَاكِ وُجُـودِي وَفَيْـضَ الْحَـيَاةِ

أَرَى بُؤْسَ قَلْـبِي وَدِيعًـا  ثَمِـــلْ

أَرَاكِ فَأَنْسَى هُمُومًـا جِثـامًـا

أَصَبْـنَ الْفُـؤَادَ بِمَـضِّ الْعِـلَـلْ

فَلَـوْلاَكِ أَنْتِ سَئِـمْتُ الْحَيَـاةَ

وَمَا كُنْتُ يَوْمًـا أَدُوسُ الأَسَلْ

***

فَأَنْتِ الْحَيَاةُ لِقَلْبٍ وَحِيدٍ

غَرِيبٍ ، شَرِيدٍ ، أَسِيرٍ ، وَجِـلْ

تَنَكَّرَ  لِلرِّجْسِ أَنَّى رَآَهُ

وَأَسْرَعَ لِلْحُبِّ  يَشْكُو الْمَلَلْ

فَمَهْلًا حَيَـاةَ الْقُلُـوبِ ،  وَصَبْرًا

فَهَذَا شُعَاعُ  المُـنَى والأَمَلْ

يُضِيءُ الصُّدُورَ ، وَيُحْيِي الْقُلُوبَ

وَيَبْقَى سُـؤَالٌ بَلِيـغٌ  سُئِـلْ

مَتَى سَوْفَ يَمْضِي الظَّلاَمُ الرَّهِيبُ

وَتَغْفُــو عُيُــونُ الْوَهَى وَالْغَـفَـلْ

***

وَيَرْتَادُ سَمْـعِيَ صَـوْتٌ رَخِيـمٌ

بِفِكْـرٍ عَمِيـقٍ  لِعَـقْـلٍ    عَـقِـلْ

غَدًا يَا فُـؤَادِي سَتَمْـضِي الْلَّيَـالِي

وَيُمْحَـقُ لِلسَّفْـحِ مَتْـنُ الْجَـبَـلْ

وَيُقْبِـلُ بِالنُّـورِ  هَـذَا الشُّعَــاعُ

يُضِيءُ الْمَشَـارِقَ أَنَّى وَصَـلْ

أَلاَ  يَا فُـؤَادِيَ تَنْضُـو الْهُمُـومَ

وَتَنْضُـو ثِيَـابَ الْوَهَى وَالْكَسَـلْ

لَقَـدْ عَـاشَ قَلْـبٌ قَـوِيٌّ أَبِيٌّ

وَمَا عَـاشَ قَلْـبٌ ضَعِيـفٌ خَجِلْ

فَمَنْ لَـمْ  تَشُقْـهُ الْحَيَــاةُ ، وَيَصْبُو

إِلَى الْغَـدِ  يُرْدَى قَتِيـلَ الْغَـفَـلْ

وَمَنْ لاَ يُكَابِدُ مُـرَّ  الصِّعَـابِ

يَمُتْ ، يَنْطَـوِي تَحْتَ جُنْـحِ الأَزَلْ

***

 الشاعر سمير الزيات

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

إن غاب قالت جائبا غلابا / خالد بلال

ريح هوجاء