جداريات عفنة لا تقلها... / لطفي الستي / تونس
جداريات عفنة
لا تقلها
فإني صرت أخشى من الكلمات ...
أخشى أن تهرب من سجنها
أن تفلت من صمتها ...من نومها العميق
فتأتي على الشمس و القمر
تأتي على النبات والحجر
تطفئ فينا الحلم
تحيي فينا الخيبات و النكسات...
الجراح ما تزال تنزف
والغراب في طرف القرية ينعق
والذئب هناك ...غير بعيد يعوي
فتاة هنا...تحمل الخبز
لمن يقدر على أكل الخبز
تعودت على البقايا والفتات ...
عجوز ...هناك تحت السنديانة الكبيرة
ترصد الأطيار العابرة
المسافرة ...
ترجو خبرا عن غائب
احتوته الأيام والسنوات ...
تتبع زقزقاتها ...تحركاتها... تحليقها
لعلها تفهم ...تدرك
ما جنته الغربة و المسافات ...
وهناك ...في كل زقاق
في كل طريق
انتصبت المحاكم ترفع شعار العدالة
تدقق في دفاتر الأيام
تشحذ السيوف
تنصب المشنقات
لصبي قد سرق للسادة قطعة خبز
لشاب حول الرمل ذهبا
نطق بالصدق لما طغى الكذب
أفلا يعلم أن الحق صار من المنكرات ...
في آخر الشارع
مال شيخ ...قيل فنان على كمانه
يستجديه أن ينطق
أن تنطلق نغماته وسط هذا النواح
لعل النغم يغسل الذنوب والسيئات...
زمن يمر ...على مضض
يرسم بكل الألوان تاريخا
فيه من الدجل لوحات و لوحات ...
بقلمي: لطفي الستي/ تونس
01/02/2024
تعليقات
إرسال تعليق