و هل ضقنا بالزمان؟؟/ محمود محمد أسد

محمود محمد أسد
وهل ضقْنا بالزمان ؟؟
                                                  

من قال :إنّي شاعرٌ متغطرسُ؟
 لا أرعوي عن مذهبي ,وأُدلِّسُ
قالوا,وقالوا: طبعُه متقلِّبٌ 
والقربُ منه فتنةٌ,وتوجُّسُ
منْ قالَ:إنّ الشّعرَ بابُ ضياعِنا
وحروفُه لهمومنا لاتلمسُ        
والشّعرُ مصدرُ فاقةٍ,وتصعلُكٍ 
من جاءهُ وجد الضّياعَ يُؤَسَّسُ
سخرَ الزّمان ُ من الرّعاعِ ,فجلُّهمْ
قبل الرّياءَ,وبالمهانةِ يغطسُ
عجنوا الكلامَ تهرُّبا ًوتشفِّياً
واستلْطفوا الأغرابَ حين تكدّسوا
والبوحُ جمرُ الرّوحِ في صدّ الأذى
تركوا الذّئاب تجولُ ,ثمّ تُدنِّسُ
الجرحُ كالصّمتِ المكدِّسِ دمعَنا
ندري به ,لكنّنا لا ننبُسُ 
والصّمتُ ,أيقظَ خلوتي ,وتشهُّقي
والنّائمون على النّهود تجنّسوا
الجرحُ عرّى مكرَنا ودروبَنا
وأتى إلينا ,للحقيقة يغرسُ
للأرضِ تمتدُّ الرّؤى قبل الرّدى
منذا أتاني للوثوبِ يُؤسِّسُ ؟
ياقاتلي بسهام ِصمتكَ,لم تكن
إلا ذؤيْباً للنقاء يُنكِّسُ
أسلمْتني لتحيُّري , وتنكُّري
 أبديْتَ روحا بالمذلّة تُغْمَسُ
وكأنّني أرمي إليكَ وصيّةً
 قدصاغها متصلّبٌ,متعتْرِسُ
والقارئون لها أصيبوا بالعمى
 يا أيّها الحمقى؛ نزيفي أخرسُ
العَبرةُ الولهى تلوّى نسغُها
 فاضتْ عليَّ , وللجهالة تحرسُ
قالوا ,وقلتُ,وقلْتُمُ:قد خاننا 
وجعُ الدّروبِ لأنّنا لا ننبس
نحن الألى جُبْنا الدّروبَ تلوّنا
وتمذْهُبا ,نبضُ الحقيقة نَدهَس
ونُولِّدُ الآراءَ دون درايةٍ
 كالرّمل نُرسلها ,ولا نتحسَّسُ
البابُ بابُ الحقّ أمسى مرتعاً
للعابثين , وللشّرائع نعكس
من قالَ لي:أبعدْ هواكَ عن الورى؟
من قال لي:إنّ الحقيقة َتُبْخسُ؟  
هل ينتهي ,يا ربّنا,وجعُ الحجى 
ضاق الزّمانُ بنا,وضاق المجلسُ  
آراؤنا,وعديدُنا وسيوفنا 
مغلولةٌ،ورجالنا قد أفلسوا
النّارُ تطحنُ جمرَنا,ورياحَنا
والحقدُ حطَّ,و باركتْهُ الأنفسُ
ما عدْتُ أسمع قولَهم,ومقولتي:
 لم يبقَ في الزّمن المضنِّ مقدّسُ
ورْدُ القصائدِ ثغرُهُ مُتعفّفٌ
لم ألقِ ناراً غير أنّي أهمسُ  
الشّعر ملجأ خافقي ,هو صاحبي
 والأقريون تنكّروا, وتأبلسوا
قلْ ما تريدُ ,وماأردْتُ بّذَرْتُه 
والشّعر عندي بلسمٌ ,متنفَّسُ

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

إن غاب قالت جائبا غلابا / خالد بلال

ريح هوجاء