" أنا للأرض " / د. مروان كوجر
" أنا للأرض "
كلَّما هممتُ ببوحِ حزني أخجلني قولُ ربِّي
وبشرِ الصابرين
خجول النفس من صبر جفاها
ولم أنظر لبشرى قد أراها
أنا الإنسان من رافقت همِّي
أنا عنِّي حزينٌ في أناها
أنا كالأرض روحي من ترابٍ
فإن ماتت أموت وفي ثراها
أنا من عاش في آلام دهري
ألفت الحزن صوتا من حناها
سقيم الوجد من جبن التمنِّي
فلا (دنيا) تسرُّ لمن أتاها
وقلبٌ قد تصدَّع في ضلوعي
غليل الهمِّ فيضٌ من أساها
بحثتُ عن السبيل فلم أجدني
ولم أبلغ لشطٍ من حماها
فلا للحقِّ ميزانٌ ليقضي
ولا للظلمِ حدٌّ في مداها
وأرضي من جحيم الحقد بارت
ولم أبهج لحصدٍ من جناها
مراسيمٌ وقد صيغت لقتلي
وأجداثٌ ترامت في رباها
كأنِّي قد ولدت بظلم قهرٍ
ولم تبزغ نجومي في سماها
طواغيتٌ بكربٍ أوسعتني
ولم تجنح لسلمٍ في رحاها
ومن أممٍ تغنَّت بالتسامي
سوار الظلم قد زانت يداها
نصالُ الغدر قد شحذت لنحري
ولم تبخل لأرضي من أذاها
متى للشمس تشرق بالأماني
متى الموعود يضحك في مناها
عمومُ الحرِّ قد هبَّت لأزري
تغاضى المكر عن حقٍ رواها
وأرضي في مصير الغيب تبدو
فلا أملاً يردُ لمن بناها
كأنِّي اليومَ موؤودٌ أراني
كطفلٍ من سعيرٍ قد جناها
أنا من عاش دهراً في همومي
ولا أدري لنفسٍ منتهاها
رفعت الكفَّ أشكو من عنائي
دعائي للحسيب بما قضاها
بقلم المستشار الثقافي
السفير.د. مروان كوجر
تعليقات
إرسال تعليق