الإعتذار / جوزيف شماس
الاعتذار
وقفَ بصمتٍ وخشوعٍ للحظات أمام باب بيت غاف في السكون .. تردَدَ في إيقاظ الباب لبرهة من الزمن .. مدَّ ساعده وبأنامله الخجولة. أيقظ الباب بنقرات خفيفة متلاحقة وأنتظر برهة .. فُتِحَ بعدها .
وما إن أطلَّتْ عليه وجَدَها حالمة وعيونها سارحة على مروج الهوى وقد بان التعبُ على محيّاها من تعبِ سهرات الليالي ومداعبة أحلام المشتهى. وعلى ثغرها ترفرفُ ابتسامة مليئة بالشوق والوداد لأيام الصفا وللحظات عشق الحياة. حتى أعتقَ ذراعيه وأمسك يَدَيْها برقة وحنوّ وغافلها وضمها إلى صدره ووَشَمَ جبينها بِقُبْلَةٍ من ثغره الملتهب. فهاجَتْ أنفاسهما وأمتزج الأثير مع عطرِ أنوثتها المزهرة وعبق رجولته الشامخة وتاه الحلم بينهما واحتقنت المآقي من لألئ دمع اللقاء.
لحظات من ذاك الزمن الكسول عن الرحيل وسكونٌ صامتٌ حائرٌ حلَّ بينهما. وما إن حاول أن يهمس لها بما يرنو إليه كي يفصح عن سرٍّ كامن بين ضلوعه حتى ازدادت به التصاقا لتَبُث الدفء بين ضلوعه. فأدركَ أنّها عرفت سرَّ صمته وقد عَلِمَتْ من معاني نظراته الدالة على الاعتذار.
جوزيف شماس
تعليقات
إرسال تعليق