أقصوصة / نعية / محمود محمد أسد
أقصوصة
- نعية -
دموع القلم السائحة ضايقت بياض الصفحة الملساء، بدا عليها التذمُّرُ عندما شعرت بما يبلِّلُها، و عندما نَفَدَ صبرُها، و لم يُرقْ لها سواد تلك الدموع قالتْ للقلم :
ما بك ؟ أراك دائم البكاء و الدّموع، و كأنّك تحمل همَّ الدنيا أو أضَعْتَ شيئاً ثميناً... ها أنْتَ تبلِّلُ وجنتيَّ و ثوبي الناصع..
نظر القلم.. رفع رأسَهُ.. في نظراتِهِ عتاب.. عَبَراتُه احتضَرتْ كلَّ المعاجم.. ثمَّ غاب في تلك الحقيبة الجلدية..
بعد أيَّام أُعلِن نبأُ وفاة الورق الأبيض..
و بعد أشهر تحوّلت الدموع السوداء إلى حدائق و سهوب..
-------
محمود محمد أسد
تعليقات
إرسال تعليق