عيناك : فصول من الشوق / يونس كمال / المغرب

عَيْنَاك: فُصُولٌ مِّنَ الشَّوْقِ

عَيْنَاكِ تُكَبِّلَانِ خَرَائِطَ دَهْشَتِي
عَيْنَاكِ أَكْبَرُ مِنْ كَلَامِي وَمِنْ صَمْتِي
فِيهِمَا يَتَلَأْلَأُ سِحَابُ الشَّوْقِ،
عَيْنَاكِ قَوَامِيسُ عِشْقٍ
تَبَعْثَرَتْ فِيهِمَا أَحْرُفُ الْأَبْجَدِيَّةِ
وَاسْتَعْصَتْ عَلَى الْفَهْمِ.
وَمِنْ أَهْدَابِكِ الْمُقَوَّسَةِ
تَمَرَّدَتِ الْمَعَانِي،
فَبَيْنَ أَسْطُرِ هَمْسِي
وَبَيْنَ أَنْفَاسِ عَطْرِكِ،
أَمْسَكُ بَرَاءَةَ اجْتِذَابِكِ
لِأَكْتُبَ أَحْلَى الْقَصَائِدِ
بِكُحْلِ عَيْنَيْكِ،
أَنْسُجُ أَشْعَارِي
بِفِتْنَةِ الْأَحْدَاقِ
وَلَهْفَةِ اللِّقَاءِ.
أَعْشَقُكِ أَنَا
أَهْمِسُ فِي أُذُنِكِ
بِأَجْمَلِ مَا قِيلَ فِي الْغَرَامِ،
وَأَصْرُخُ بِأَعْلَى صَوْتِي
أَنَّ عَيْنَيْكِ رَصَاصٌ
اخْتَرَقَ شَقَّ عُمْقِي
وَرَسَا عَلَى ضِفَافِ أَوْصَالِي.

عَيْنَاكِ، يَا سِرَّ الْفُصُولِ
يَا شَغَفَ الْأَمَانِي، وَعِطْرَ الزُّهُورِ
لَسْتُ وَحْدِي، بَلْ أَرَاكِ فِي كُلِّ حُلْمٍ،
وَفِي كُلِّ غُرُوبٍ يَخْطَفُنِي أَنِينُكِ.

أَنَا الَّذِي ذَابَ فِي غِيَاهِبِ عَيْنَيْكِ،
كَالنَّجْمِ الَّذِي تَاهَ فِي لَيْلِكِ السَّاكِن،
أَدُورُ فِي فَلَكِ حُبِّكِ،
كَأَنَّنِي قَمَرٌ يَتَمَايَلُ عَلَى ضَوْءِ الْقَمَرِ.

فَلْتَكُونِي، يَا غَرَامِي،
فِي قَصَائِدِي جُمانًا،
وَفِي خَفَقاتِ الْقَلْبِ نَغْمَةً،
فَأَنْتِ الرُّوحُ الَّتِي تَنْبِضُ فِي وُجْدَانِي.
بقلمي يونس كمال المغرب

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

إن غاب قالت جائبا غلابا / خالد بلال

ريح هوجاء