رحيق الشوق /علي عمر

 رؤية انطباعية  نقدية  عامة عن  نص [ رحيق الشوق ] للشاعر أ. علي عمر بقلم أ. سما سامي بغدادي 

.................................،................


النص 

...........

رَحـيـقُ الـشَّـوقِ 


في غاباتِ عَينَيكِ المَشنوقَتَينِ 

بحِبالِ كُحْلِ النَّظَراتِ 

ثعابينُ الشَّوقِ 

تَلُفُّ جثامينَ اللِّقاءِ بكَفَنِ اللَّدَغاتِ 

تتعربَشُ على نَعْشِ رَيحانِ اللَّهْفةِ 

في سَراديبِ الآهاتِ 

بأُغنياتٍ تتراقَصُ ثَمِلَةً 

وهيَ تلفِظُ أنفاسَها 

على سريرِ الحَماقاتِ 

فَتُحيلُها لِمَزارِ عِشْقٍ 

تلتحِفُ بأشواكٍ بربريَّةِ اللَّسَعاتِ 

لِتغتالَ وَحْـشَ مَرارةِ الانتِظارِ 

بوابلٍ منْ وَجْدِ الطَّعَناتِ 

و تُنهيَ طُقوسَ ذَبْحِ الفِراقِ 

بسيفِ طَيْشِ القُبُلاتِ 

//علي عمر //

مجموعتي الشعرية آمال منكوبة


...  ..........................  .......       .....   


  البناء الهيكلي الداخلي للنص، و الجرس الموسيقي،  والتوازي الصوتي، ومعالم النص الشعري و العناصر الجمالية لروحية النص الشعري . 

...................


 


1. البنية الداخلية للنص:

لطالما كان الشاعر النبيل علي عمر  يدهشنا بهذا الفيض الابداعي المميز والمتنوع  من النصوص النثرية غزيرة المضامية شجة الصور ،   تشير البنية الداخلية للنص  إلى التنظيم العام   والانسيابية  مع لمحات رمزية وتجريظية للنص الشغري    تعطي ابعادا عميقة للنص المقدم  ، حيث يتميز 

بالتراتيبة  الزمنية  والمنطقية في استنطاق الشعور الانساني النقي المفرط بالصدق والبساطة  ، حيث يتبع تسلسلًا زمنيًا   فضفاضاً  ،  يسمح لرؤية خيالية  شفافة  تزهر في ربيا النص الشعري ، وتحقق نوعًا من التشويق والتفاعل بين الماضي والحاضر ، كما يبدع الشاعر في استخدام الصور البلاغية و


الاستعارات الرمزية لتدعيم المعاني ،  واختيار مفردات  تحمل عمق خاص و تزهر في  شعور المتلقي بخيال قادح   بالمعاني الروحية والانسانية لوهج الحب والعاطفة المحمومة و هناك استعارات معقدة أو رمزية تؤثر في القارئ الفصيح  تدرك الترابط بين الأفكار: وتظهر تماسكاً خاصاً بين الفقرات  داخل النص،  مع محاولات جامحة و قفزات مفاجئة تزهر بالشعور الرطب المترف داخل النص الشعري .


الأسلوب اللغوي: 

اسلوب لغوي  متقن متعدد المشارب غني  ثري  عامر بالمفردات المعبرة  والمميزة الغير مطروقة  وهذا يضيف للنص الحداثي المقدم نوع من جمالية خاصة  ترتقي  بالشعور الانساني تعبر عن مختلف  المعاني والمضامين 


2. الجرس الموسيقي للنص:


الجرس الموسيقي  يظهر الجرس الموسيقي من خلال استخدام التكرار، الجناس، والتوازن والانسيابية في النص الشعري والتنوع في المفردة المنغمة الشذية 


الإيقاع الداخلي:  يحتوي  النص على إيقاع داخلي يحركه تراكيب  من الصور الشعرية الجمالية  ذات الكثافة اللغوية 

مع التكرار  المتواري  لمعاني الشعور   المترف بالنقاء والشفافية والموازاة الصوتية مما يساهم  في خلق انسجام صوتي يعزز المعنى العاطفي أو الفكري


التنوع الصوتي: 

 يتم التنويع بين الأصوات الصائتة والساكنة أو بين الحروف السائلة والحادة، وذلك لإضفاء طابع موسيقي على النص كما يستخدم الجناس لإضفاء جماليات صوتية تثير الانتباه أو تعزز الفكرة أو الإحساس المطلوب ومن خلال ذلك  يمكن الوصول إلى فهم عميق ليس فقط لما يحويه النص من معانٍ وأفكار، ولكن أيضًا عن كيفية تأثيث هذه المعاني بالصوت والتراكيب اللغوية بشكل يسهم في جعل النص أكثر تأثيرًا.


 انسنة الشعور

...................

 نستقرأ انسنة الشعور وسيمائية النص الشعري للاستاذةعلي عمر و فهم الكيفية التي يستخدم بها الشاعر أدواته اللغوية والتصويرية لتحقيق تأثيرات فكرية وعاطفية. ونجد اليوم ان الشاعر علي عمر قد ابدع في  إضفاء الطابع الروحي المعبر الى  المشاعر الانسانية من خلال انسنة الشعور سواء كانت عناصر طبيعية أو مجردة. في الشعر، يتم استخدام هذه التقنية لتحويل الأفكار والمشاعر إلى كائنات حيوية منفردة قائمة بذاتها  قادرة على الإحساس والتفاعل، مما يعزز الصلة بين القارئ والنص.


انسنة الطبيعة أو الأشياء: 

 كما يُمكن أن يعبر الشاعر عن مشاعر الإنسان من خلال تصوير الطبيعة أو عناصر الكون كما لو كانت تعبر عن مشاعر أو تجارب إنسانية. كما في المقطع


في غاباتِ عَينَيكِ المَشنوقَتَينِ 

بحِبالِ كُحْلِ النَّظَراتِ 

ثعابينُ الشَّوقِ 

تَلُفُّ جثامينَ اللِّقاءِ بكَفَنِ اللَّدَغاتِ 

تتعربَشُ على نَعْشِ رَيحانِ اللَّهْفةِ 

في سَراديبِ الآهاتِ 

 المشاعر والأحاسيس أكثر وضوحًا وتفاعلًا.  يتحدث الشاعر عن الحب ككائن حي يمكنه التحرك أو التأثير على الإنسان

في هذا السياق، يعمل الشاعر على خلق علاقة بين الإنسان وعناصر الطبيعة أو العواطف المجردة، مما يساعد على إضفاء طابع إنساني على النص ويزيد من تأثيره العاطفي.

حيث  يتم استخدام الرموز، التراكيب اللغوية، والصور الشعرية لإثراء المعنى والرمزية التي  اعتمد فيها الشاعر  كي يتجاوز المعنى المباشر للصورة الشعرية  ويعطيها بعدا عميقا اكثر تأثير  واشرلق  

كما في المقطع 

بأُغنياتٍ تتراقَصُ ثَمِلَةً 

وهيَ تلفِظُ أنفاسَها 

على سريرِ الحَماقاتِ 

فَتُحيلُها لِمَزارِ عِشْقٍ 

تلتحِفُ بأشواكٍ بربريَّةِ اللَّسَعاتِ 

لِتغتالَ وَحْـشَ مَرارةِ الانتِظارِ 

بوابلٍ منْ وَجْدِ الطَّعَناتِ 


حيث ترسم الصور الشعرية حرية  في اظهار معاني الشعور عبر اغاني تتراقص ثملة   تحلق في الخيال بعيدا نحو  اللامحدودية أو الحلم مما يضفي على النص ابغاد عميقة مؤثرة  تحمل كثافة لغوية وشحنه عاطفية مبهرة ،  لإيصال مشاعر  انسانية تحمل ثورة  متوقدة  من مشاعر الحب ، مما يسمح للنص أن يكون متعدد الطبقات في معانيه. والصور قد تكون بصرية أو سمعية أو حسيّة، وهي تعكس بُعدًا معنويًا في النص.

 مما نرى ان النص الشعري  الحداثي المكثف للاستاذ علي عمر ، يقديم عالم مليء بالأبعاد الرمزية والعاطفية. ويصبح النص قادرًا على إيصال معانٍ تتجاوز الكلمات نفسها.


 ومن هنا نجد ان النص الابداعي الحداثي للشاعر علي عمر  ذو الكثافة اللغوية  قد حقق في هذه الادوات  الشعرية الاحترافية ذات الجمالية العالية تأثير على القارئ، لأنها تخلق تواصلاً عاطفيًا وفكريًا بين الشاعر والقارئ، وتفتح أمامه آفاقًا جديدة للتفسير والتفاعل مع النص. دمت مبدعا بهي الحرف شاعرنا المبدع ولكم كل التقدير 


أ. سما سامي بغدادي 

Sama Baghdady

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

إن غاب قالت جائبا غلابا / خالد بلال

ريح هوجاء