بوح خارج الممكن /محمود محمد أسد

 بوح خارج الممكن


بمقدورك اليوم أن ترفع الصوت 

تعلن للشمس عودة ذاك الجواد ‏ 

بمقدورك الرقص فوق رصيف الهزائم

هل تقبض السر؟ ‏ 

هل تقرأ النهر؟ ‏ كيف رأيت النهر مساره؟! ‏ 

على شفرة الغيظ ‏ 

أيقظتَ همسَ الحروف الجريحةْ ‏ 

فأبديت ما كنتَ ‏ 

تخشى قراءتَه أو بيانَه ‏ 

ألم نُدرك البعدَ بعد؟ ‏ 

ألم نقرأ الجمر؟

والباقياتُ من الحسن ‏ 

جاءت إلينا ‏ 

تلامس نزف القوافي ‏ 

وتقطف من وجنتيك ‏ 

عناقيد خوفك ‏ 

ولمّا تزلْ في الوصية ‏ 

صرخةُ ريحٍ ‏ 

وعبرةُ طفلٍ ‏ 

حواه الظّلامْ . ‏ 

يُعذّبُك الحاضرُ المستدينُ غيابَكَ ‏ 

تسألني خلسةً ‏ 

وشيءٌ من الهمز واللّمز ‏ 

نضحك في السرّ حتى يفزَّ اليراعْ ‏ 

ومنذا رآني أخاطب ظلُي ‏ 

وألعنُ ثوبي ‏ 

أهذا يضرّك؟ ‏ 

إنّ الصغير صغير ‏ 

ولو ألبسوه ثياب الأمير ‏ 

كأنّي أراك تُغازل ذاتَك ‏ 

تنسج ثوبكَ ‏ 

تسعى لتلميعِ عهرِ القرارْ. 

كأنّي أراك نسيتَ الدماءَ ‏ 

تُموّت فيك الحوارْ ‏ 

أراك تلعثم تنسى سناء الحقيقةْ ‏ 

تلوٌن ثوبَكَ ‏ 

والصّيفُ يكشف لونَ الثلوج ‏ 

وطعمَ الحرائقْ. ‏ 

تقاسمُني بعضَ وهم مقيمٍ ‏ 

وتخفي عيونُك ما كان ثغري يراه ‏ 

أذوق موائدَ ‏ 

من غازلَتٔهم رموشي ‏ 

أراها أجاجاً ‏ 

ولكن سأمضغ ‏ 

علقم دربي ‏ 

يصادقني الخوف والجوع ‏ 

أحفظ عهدي ‏ 

لأقبض وعداً سراباً ‏ 

كلانا على ضفّةٍ ‏ 

من دموع عسى أن يعود النهار ‏ 

كلانا يسافر صوب الأماني ‏ 

لنُطلقَ للريح عزف الطيورِ ‏ 

نصافح حبّاً وجوهَ الصُغار ‏ 

نقبّل حيناً ‏ 

ذقون الكبار الصغار ‏ 

غداً سوف نسمع صوت القطار..

      ******

  محمود محمد أسد ‏ 

‏ 


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

إن غاب قالت جائبا غلابا / خالد بلال

ريح هوجاء