الخديعة /سامية خليفة

 الخديعة


لم أعهدْني منهزمةً ضائعةً 

أجري خلفَ طيفٍ من ألوانٍ

أبحثُ عن برعمٍ تعشَّقَ تربةَ الرّوحِ

السّرابُ يكحّلُ عينَيِ الضّبابِ

برقصةِ الرّمالِ 

ِتتجمَّعُ أسربةُ الطّيورِ 

تعلنُ عن موعدِ الرّحيل

البرعمُ أمسى الأشواكَ

السرابُ أمسى الحقيقةَ الخشنةَ 

تمتدُّ أياديهِ تغتالُ الأحلامَ

بمهارةِ قنّاصٍ احترفَ الاغتيالَ  

الأيادي الجلفةُ تعتصرُ الأنباضَ

الخديعة الغاوية تتزيا بغلالاتٍ 

من بياضٍ يخفي في النسيجِ السّوادَ   

تطبقُ الغوايةُ المنافذَ  

تشتاق الرّوحُ لنسمةِ فرحٍ 

تنفثُ الرّيحُ الغاضبةُ السّمومَ  

كيف أتمرّدُ على الظَّلامِ؟

كيف أقاومُ جموحَ العاصفةِ

القادمةِ بزوابعِ الخيانةِ؟

يمتشقُ النّظرُ الأفقَ الورديَّ  

أطمرُ بين جنباتِهِ الهزيمةَ

أدفنُها في جوفِ الألمِ...

هناك لدغتني الشّمسُ 

بحبالٍ من أفاعٍ

فأصابتْني غيبوبةُ الصّدمةِ...

حتى أنتِ ياشمسُ

حوّلتِ إشعاعاتكِ إلى رماحٍ

أعرفكِ مَصدرَ النورِ ورمزَ الحريَّة 

حتى أنت يا شمسُ 

صرتِ نسيبةً للخداعِ 

إنْ تصلبني المسافاتُ سأتحرّرُ 

سأحيا بدونِ نوازعِكِ 

سأهيمُ على وجهي 

أقطعُ ما وراءَ النّورِ والظّلامِ

سأخترقُ ملوحةَ الرّمالِ...

لأتحرّر من نوركِ الخادعِ

النور لا يسكنُ في الأفياءِ

مصدرُهُ أقرب إلينا من حبلِ الوريدِ

إنه يسكنُ ها هنا في القلوبِ والأرواحِ.


سامية خليفة - لبنان

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

إن غاب قالت جائبا غلابا / خالد بلال

ريح هوجاء