أقصوصة للتلصص /محمود محمد أسد
أقصوصة
لتّلصّص
كلُّ مَنْ يعرفه يقول: إنَّه فضوليٌّ، كثير غلبة. و لو سألتَهم لماذا؟ أجابوك: إنَّه يريد أن يعرف الصغيرة و الكبيرة. زوجته تنفر من طباعه، أقرباؤه كذلك لا يريدون الاجتماعَ و هو بينهم. قرَّر هذه المرّة أن يتلصَّص على صوت الريح و حركاته..في هذا اليوم سمعه يقول للموج الصاخب: بفضلي تُكسِّرُ الصّخرَ و تُفتِّتُ الحجرَ و تعانق رمال الشاطئ. و في يوم آخر سمعه يقول بخيلاء و هو يرى الثّمار اليافعة على الأغصان: لولا ريحي و حركتي ما كنتِ أيتها الثمار و ما كنتَ أيها الربيع الجميل .. و أدار ظهره و مضى.
رُحْتُ أفكِّرُ مليَّاً و أتساءَل: لماذا لا يدخل الرّيحُ إلى بيوتنا و نفوسنا؟
في اليوم التالي و مع رحيل آخر نجمة امتنع عني الهواء و الماء و الأولاد..
محمود محمد أسد
تعليقات
إرسال تعليق