الطائر و غزاله المتواري / محمد خيري

الطائر وغزاله المتواري:
*******************
أتدري ياغزال بأنّ أمري
كَطير فوق خلجانٍ ونهرِ

وأن لمثليَ الأشجارُ غنّتْ
غناءً ناعماً في القلبِ يجري

تهيمُ النفس في موجات شوقٍ
لأطلالٍ تضمُّ شتاتَ عمري

أمرُّ بها خلالَ اليومِ عشراّ
لأطفئ لهفةً في الوجدِ تسري

وأقفلُ راجعاً في كلِّ حينٍ
كأنّي قد رَميتُ همومَ صدري

وبعدَ العودِ يغزوني هيامٌ
يعيدُ الشوقَ دفّاقاً كسحرِ

كجنديٍّ يواصلُ في هجوم
فيعيا ثم يكمنُ وسْط جُحْرِ

فيقتحمُ الغزالُ عميق راسي
ويومضُ في خيالي مثل تبرِ

فلستُ بقادرٍ أنسى غزالاً
يطولُ به السّهادُ لحينِ فجرِ

فأسألُ عن هواهُ ولا مجيب
سوى ذكرى تلوحُ بعمق فكري

فما يدنو من الذكرى حفيفٌ
كعطرٍ يقتفي نفحات زهرِ

محمد خيري

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

إن غاب قالت جائبا غلابا / خالد بلال

ريح هوجاء