الشعر يبكي /عادل نايف البعيني
.
الشعر يبكي
.
الشــعرُ يــبكي حَسْرةً وتَحَـسُّرا
يشكو زمـاناً بـاتَ فيه مُقَـــصِّرا
.
أَهْــلوهُ غابُــوا لا غـبارَ بِساحِـهِ
والحرفُ حارَ متى يعودَ مُنَــوِّرا
.
صـارَ القصيدُ كما تجــارةُ بائـعٍ
مُتَجَــوّلٍ يُــلقى الكلامَ مُكَــسَّرا
.
يــا شــعرُ نُـحْ هــــذي نِهايةُ مَنْبَرٍ
هُدِمَتْ أُصـولُ بِـــنائِهِ فَتَــــحَدَّرا
.
رَعَشَ الأُولى بِقُبُورِهِـم وَتَنَاوَحُوا
وَنَعَوْا قَصِــيداً كانَ شِعْراً مُزْهِـرا
.
حــتى إذا قَــحَمَ العَرينَ دُعاتُـــهُُ
سَـفُّوا بــهِ حتى اسْتُـهِينَ فأَدْبَــرا
.
شُعَراءُ جــاؤُوا يَنْتَخُونَ بِشِعْرِهِمْ
نـَظَــمُوا الكلامَ فَضَـيّعُوهُ تَجبُّرا
.
هذا يَقُولُ أنــا : الجلــيُّ بخبرتي
فَيَـــردُّ ثــانٍ ساخــراً مُـتكــبّرا
.
"إنّــي وإِنْ كُنْتُ الأخيرَ زَمَانُه"*
لأٌُسابِقُ الأَعْشَى الْمَعَرّي عَنْــتَرَا
.
فَإَذا دَخَلْتَ إلى مَعَانِيَ نَظْــمِهِمْ
لَوَجَــدْتَهُ غَـثًّاً ضَعِـيفاً مُنْـــكَرَا
.
لا اِلْتَــزامٌ ر فــي قَوَاعِــدِ نَــحْوِهِ
أو في بُحُورِ الشِّعرُ إِنْ ما أَبْــحَرَا
.
صَفـُّوا الحُرُوفَ وقالوا:هذي ومضةٌ
وَمَضَتْ بأَغْلاطٍ فَباءَتْ مَنْــظَرَا
.
حَتَّــى إِذا قُــلْتَ الحَقِيْــــقَةَ مُــرَّةً
زُمّــتْ شِــــفاهٌ حِنْــ،ـقةً وَتَــكَدُّرا
.
يا شعرُ لا تَبْــكِ فـإنّ حَــــضَارةً
أَعْمَتْ بَصَائِرَنا روساءَتْ مَحْـضَرا
.
جَعَلَتْ مِنَ الشِّعرُ البــديعِ مَطِـيّةً
عاثُوا بِــهِ واسْتــَهْدفُــوه ر تَــكَـبُّرا
.
* تضمين شطر بيت للمعري مع تصرف لنقله من الطويل إلى الكامل.
عادل نايف البعيني
💐 🙏 🌹
محبتي
تعليقات
إرسال تعليق