خاطرتي / بركات الساير العنزي
من كتابي السابع خواطري ط
دار الفراعنة،القاهرة
خاطرتي
بركات الساير العنزي
استانبول ١٨/ فبراير/٢٠٢٢
(١)
....ثمة حوارات وإن كانت بسيطة ،تجد لها تفسيرات كثيرة في نفسك . وربما مغايرة عند غيرك ، محادثة مع امرأة أوروبية شرقية، لم أفهم عليها ولم تفهم علي ،تكاسلت من استخدام المترجم لأكتشف أن الإنسان الأمي هو الذي لا يستطيع قراءة ماأمامه . يعجز عن تفسير الكتابة فيشعر بالعجز والخيبة . فالأمي هو الذي لا يعرف لغة أجنبية عالمية ، يحتاج دائما إلى مترجم ومن الصعب أن تترجم له اللوحات واليافطات والإعلانات والكتب ، تصور نفسك أمام هذه الأشياء وأنت
لا تعرف قراءتها ولا ترجمتها . جلست مرة في صالون حلاقة عند حلاق هندي وكان على الطاولة مجموعة من المجلات الهندية . أخذت أتصفحها فلم أفهم منها شيئا ، أدركت وقتها أني أمي. ....
(٢)
طلبت إحدى الصديقات تعريف كلمة الحب ، وكانت التعريفات كثيرة .
هناك من يقول : الحب تٱلف روحين وتمازج نفسين ، بين رجل وامرأة يسعدان باللقاء ويتكدران بالفراق. يتجاذبان الكلام ولا يملان،يجدان نفسيهما عند بعضيهما..شعور غريب ،
قد يطول هذا الحب وقد يقصر ،ولكنه أثره يظل في النفس لايفرق بين صغير وكبير ، ولا بين غني وفقير ،
تتلاقى الأضداد في المداد،وفي الهمس ،وفي النقاء وفي الصفاء،أمره غريب ،تعجز أن تكبح جماحه أحيانا يسيطر على الذات،
ويستحوذ على الملفات . ..
قالت إحدى الصديقات هو كذبة اخترعها الرجل ليخدع المرأة ، يعني هو خداع الرجل للمرأة ليستحوذ على قلبها ،
ويدمر روحها ويأخذ منها الربيع ويتركها صحراء قافرة ، وقد سلب بسمتها وأكل نضارتها ،وراح يفتش عن زهرة أجمل تفوح له بعطرها ،شدتني كلماتها وهزتني بلاغتها وانهزمت أمام حججها . وقال ٱخر: هو حب معنوي لاجسدي ولامادي تسمو به الروح ،
وتتعطر به الكلمات وتتغنى به الأشعار ،هو حب قلب لقلب ، وحب روح لروح ،ليس للجسد وجود . يقول شكسبير عن الحب : (الحب جحيم يطاق ، والحياة بدون حب نعيم لا يطاق).
قال سيمون دي بوفوار:
(الحب سلطان ، ولذلك فهو فوق القانون ).
ويقولون إن الصداقة يمكن ان تتحول إلى حب في أغلب الأحيان ، ولكن لا يمكن أن ينقلب الحب إلى صداقة ومن يعتقد ذلك فهو يوهم نفسه ويكذب عليها
(٣)
. ....يقول افلاطون في تعريف الصداقة : (علاقة محبة بين الأنا والغير ) .من وجهة نظره أن الإنسان يعيش في الخير وهو الكمال ،وبين الشر وهو النقص . ومن يكن كاملا خيرا لا يحتاج لغيره ، فهو ليس بحاجة لصديق .لانه يكتفي بنفسه . أما من يعش في الشر فهو يشعر بالنقص. فهو بحاجة لصديق من أهل الخير .
يمكن أن تكون هناك صداقة بين الرجل والمرأة ، ولكن يبقى هناك رابط بين القلبين ،
يمكن أن يربطهما بعلاقة حب .
التعمق في صداقة المرأة يعني التعمق في علاقة حب قد لا تستطيع الخروج منه .
ومهما حاولت أن تبعد قلبك عنها ستجد أن قلبها ينساق إليك . فحذار من صداقة أمرأة قد توقعك بحبها من غير استئذان .
تعليقات
إرسال تعليق