نداء من فلسطيني / محمد خيري رشيد
نداء من فلسطيني:
***************
بنو صه يون أشرارٌ فهل لي
أخاطب رِجسكمْ قولاً بقولِ
طغيتم يا بني صه يونَ بغياً
وعاقبة الطغاةِ مواتَ ذِلِّ
فكيف تُضمِّدُ الأيّام جرحي
وقلبي من نزيفِ القهر يغلي
وكيف اليومَ نستتر اختباءً
ووالي القدس منغمسٌ بحفلِ
يجول مُصاعراً للناس خدّاً
ويعلو الجوَّ ختّاراً بختلِ
على شفتيه تعلو أمنياتٍ
بقتلِ الطفلِ ذبحاً أو بنصلِ
فلا سيفٌ يحزّ رقابَ غازٍ
ولا مِن مُنصفٍ يدلي بقولِ
ونحن نرى المدافعَ كلَّ يومٍ
تهزّ الأرضَ ناراً فوقَ طفلِ
وإني حين يعصرني وطيسٌ
ويمضي الموتُ في صبحي و ليلي
أناشد كلّ ذي سيفٍ طهورٍ
بأن يُستلّ قبل فواتِ عذلِ
فهذا السيفُ عنوان انتماءٍ
وميزانٌ بهِ إحقاق عدلِ
واغضب لو تنادي القدسُ يوماً
وتطلب دعمَ ذي عقدٍ وحلِّ
فلا صوتٌ من الأشياخ يُصغي
ولا طلقٌ يُصوّب قصدَ وغْلِ
فكلّ رئاسةٍ تتلو بياناً
تندّد فيهِ بمن في السّاحِ يُملي
وتدعو الناسَ للتنديدِ فوراً
ونارُ الهودِ تحصدُ كلّ أهلي
تحاصرني بقايا من عقولٍ
بأفكارٍ تحومُ بكلِّ عقلِ
وتدعوني لصبرٍ نحنُ فيهِ
طَفَحنا ذلةً من كلّ كيلِ
فلا صبرٌ يقيمُ لنا حقوقاً
ولا موتٌ يعودُ لنا بطفلِ
وغير السيفِ ليسَ يعيدُ أرضاً
وليس يعيدها راضٍ بِذلِّ
وليس بغيره يَنفضُّ عَزلٌ
إذا القاعات لاتاتي بحَلِّ
يزيحونا لنسكنُ في خيامٍ
على سيناءَ أو في أرضِ قحلِ
ولايدرون أنّ لنا رباطٌ
بجذر الأرض مغروزاً كنخلِ
وأن لغزّةَ الأحرارِ روحٌ
ورثنا حبّها شيخاً لطفلِ
وإنا بعد ذلك في طريقٍ
ننمي الأرض نمحو كل أزْلِ
ننمّي الأرضَ نزرعها جنوداً
تُحوّطُ جندهم في أرض قتل
فما عاد الفلسطيني عبداً
يناغمُ فيكمُ العهرَ المخِلّ
ينازلكم يقاتلكم ويمضي
يزلزلُ فيكمو من كلّ أثلِ
ويغضب حين تُغتصب الأراضي
فيرعدُ كالاسود بكلّ تلِّ
فلا يرجو من المَلكِ العطايا
ولا يحتاج دعماً من مذلِّ
فسيف النصر في يده زعافاً
وخيل الله تزحف في تجلّي
ونصر الله يأتينا تباعاً
بعونِ الله نعبر كلّ حقلِ
فلا عونٌ هناك ولا مغيثٌ
يخفّف عنهمُ من بعضِ هَوْلِ
فهذي القدس بشراها بنصرٍ
وبعد النصرِ في القدسِ نصلّي
محمد خيري رشيد
تعليقات
إرسال تعليق