من مقتطفاتي صوفيا و الأسير المهاجر / أماني ناصف

من مقتطفاتي صوفيا والأسير المهاجر

صوفيا فتاة خرساء
من حضارة بابل وسومراء
تتلعثم و لاتتكلم
والدها صالح كهل أرقم
شيد لها الأسير المهاجر خيمة
في حضن الجبل أشبه بخيمة أم معبد
علمها الأسير المهاجر الكتابة بدون سبور أو طبشور
حتى رسمت إسمه على الرمال
نسجت قصتها على الجبال
كانت أشبه بالوهم والخيال

صوفيا والطبيعة
 شاطر الله من إسمه
الجميل لصوفيا الراهبة
شاركت الطبيعة في حسنها
عيناها دجله والفرات
وبينهما غسق وشفق
من جبينها تشرق الشمس وتتعمد
حسنها كالورد في غصنه لاينضب
وجدائلها كسنابل غلة ذهبية صفدت على لجة
ورقتها كنعومة حجر صوان عليه الندي يزلف
كم من راهب حكي جمالها في مجلد
والمداد ينساب برفقه لاينفد

صوفيا خيال ودنيا
تناجي الأسير المهاجر 

أنت يافارسي يانبع الخيال
كم رسمتك بين القوس والنبال
هذا سهمك قد أحسن المنال
سددت وعبثت بفتاة خرساء
كيف أعبر عن شوق وأحلام

قتلتني طيفا شق مداري
ونسيت أني بنجمك أعاني
هل خففت السداد في مرماي؟؟ 
لأفيق من حلم سبات

رأيتك في عقر داري
فكيف بحنيتك أداري
يامن كنت أحلي أقداري

كنت عابسة بزماني
الآن أنرت مكاني
حاكيت طفلة اشجاني
أخرجتني من قوقعة أحزانى
 أصبحت كل أمااني

نسجتني حروف علي رمالي
لتكون وشما في اعماقي
ان أنكرني الوجود فأنت كل أوطاني

كتبتك بأهدابي ودموعي مدادي
عانقت أجفاني وأستوطنت أحداقي
مهلا كفاك تسلطا 
هل تريد فنائي؟؟

لاتغب عني فأني
مقيمة على بوابة زماني
 أنتظر لقياك تقرع أبوابي
فقد مخضتها بالحناء واللبلاب

روحي تسافر معك وتلاحق مدارك
ترسل لك السلام وتبارك أعتابك
مهما فرقنا الزمان
فانا دالية على غصن عنابك
قلمي
اماني ناصف

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

إن غاب قالت جائبا غلابا / خالد بلال

ريح هوجاء