مثلما تحتضن جفون العين مقلتيها بإخلاص / عبد القادر تلجبيني

مثلما تحتضن جفون العين مقلتيها بإخلاص وود ورحمة لتبادلها المحبة والحنان فتغمرها بالحب و المودة حيث تسدل في كل لحظة ستائرها لتحتضنها بالمودة المفعمة بالرقة والرحمة وتخشى على بريق ألحاظها من أدنى هبة نسيم تمر عليها كذلك هو البحر بعمق وداده و حنانه يضم محاره ودرره الثمينة في أعماقه خشية من أعين العاشقين لدرره الثمينة فتحظى بها وهذاالجمال كله والإخلاص ينطبق على أصحاب النفوس الطيبة عندما تلامس شغاف قلوبهم الرقة والشفافية والوداد والإيمان فتسمو نفوسهم ليبحثوا عن أسباب السعادة الحقيقية كي يسعدوا الآخرين بهافتسعد بذلك نفوسهم وهذه من أسمى صفات الخلق الرفيع والذي يتمثل بأرقى صفات الإيثار والتراحم والمودة فيحتفظوا بذلك الود لينبض في قلوبهم الطيبة بعد أن تلاشت من صدورهم كل آثار الغل والحقد والأنانية والتي تتمثل بالتمسك بزينة الحياة الدنيا الزائفة ولعدم الاستئثار بمتاع الحياة الدنيا وبذلك يجسدون معاني الفضيلة وهي المسارعة في الخيرات وثمرات العمل الصالح وهم بقرارة أنفسهم يرددون قوله تعالى ) { حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ } لقوله تعالى (و العمل الصالح يرفعه) وكل همهم وهدفهم أن يوفقوا بالبحث عن تلك النفوس المتعبة التي تقطعت بهم سبل الحياة فأضنتهم الهموم وخيمت على نفوسهم سحائب مظلمة من اليأس فكانت نفوسهم المتعبة بأمس الحاجة لأيد حكيمة تكون بلسما لجراحهم فتعطيهم دفقة حنان ولتربت على كتفهم بكل رفق وبأحلى كلمات طيبة تعطيهم نعمة الأمن والأمان وما أكثر الناس والعائلات في وقتنا هذا تضررت بفعل الكوارث والحروب والزلازل فكانت تتمثل بالضياع والتشرد لذلك قال تعالى (أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ) وقال تعالى( والذين في أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم) فعندما يأتيك معسر ذو حاجة و فاقة إضطر ته ظروفه ليأتي وللأسف و بكل انكسار يطلب منك مساعدته بقرض ليس من الضروري أن تبتزه وتستغل ظرفه الذي هو فيه والذي فرض عليه وذلك من خلال منحك إياه ذلك القرض الذي طلبه منك فتملي شروطك عليه بفائدة تكون قاصمة لظهره وهي الربا الفاحش ليتضاعف القرض بعد ذلك لأضعاف مضاعفة وبذلك سيتكلف وبهذا الجشع المادي فوق طاقته وتزيد عليه الهموم هموماً وذلك لضخامة المبلغ الذي سيربوا وتغذيه الفائدة عوضاً من أن تخرجه بإقراضك له ذلك المبلغ دون فائدة فتخرجه من الظلمات الى النور قال تعالى( مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً ) ففساد القلب هو في قسوته وإعراضه عن ما نهى الله عنه وهو الربا لأنَّه يقومُ على أساس الظُّلم والتجبُّر في الأرض والإعراض عن ما أمر الله ورسوله به أن يوصل لذلك توعد الله آكلي الربا بحرب منه ومن رسوله فقال تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لا تَظْلِمُونَ وَلا تُظْلَمُونَ ) والواقع يشهَدُ بأنَّ غالب آكلي الربا والفائدة يتَّصِفون، بغلظة الطِّباع، والإعراض عن الخير والبغضة وقسوة القلب والحسد لأهله، والصد وهو الصد عن سبيل الله ، قال صلى الله عليه وسلم مَن لا يَرحَم الناس، لا يرحَمه الله" وقال أيضاً مَنْ أَنْظَر مُعْسِرًا أوْ وَضَعَ لَهُ، أظلَّهُ اللَّه يَوْمَ القِيامَةِ تَحْتَ ظِلِّ عَرْشِهِ يَوْمَ لا ظِلَّ إلاَّ ظِلُّهُ . فلوتصدق كل الأغنياء بصدقاتهم وبزكاتهم المفروضة والمتوجبة عليهم للفقراء بما أنعم الله عليهم من الرزق لما بقي على وجه الأرض فقيرً أو محتاج يمد يده بعد أن أعياه الفقر وأعيته الوسيلة والحاجة وأجبرته ظروف الحياة القاسية التي لاترحم للاقتراض قال تعالى(وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا شُكُورًا ) الترابط الأسري والاجتماعي يكون أساس تماسكه وتكامله التراحم والإيثار والمروءة وهو العمل الصالح فارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء بكشف البلاء اللهم اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون قال صلى الله عليه وسلم المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضاً ولكم خالص تحيتي ومودتي وتقديري          
 
الزميل عبد القادر تلجبيني

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

إن غاب قالت جائبا غلابا / خالد بلال

ريح هوجاء