الصندوق الأسود ( الجزء الثاني ) / خالد عبد الصمد
الصــــــندوق الأســـــــود:- (الجــزء الثـــاني).
ظهـــر صـــندوق النقــــد الــدولـي بعــــد الحــرب العالميــــة الثانيــــة ليغـــــزو العـالـم بســـلاح المـــال كبـــديل للغـــزو العســــكري أو الأحــتلال بالشــــكل التقليـــــدي وهنـــاك العـــديد مـن الفضـــائح الماليـــــة التـي تســــببت فـي أســـتقالة العــديد مـن أعضـــاؤه. وكذلـــك هنــــاك خطـــوط حمـــراء أذا مـا أقـــترب منهـــا أحــد لمحـــاولة أدراك الخفـــايا أو الأفصـــاح عنهـــــا أما ينـــاله التهـــديد أو الأقصـــاء.
مـن المـؤكـد أن وراء هــذا الصـــندوق الأســــود المتحكمـــين فـي العـــالـم مـن وراء ســـتار ويـؤكـد ذلــك الأجـــابة عـلي هــذا الســـؤال. مـا هــي العــلاقة بيـن أمـوال المســاعدة التـي تذهـــب الـي بلــــدان بعينهـــــا وزيـــادة الأرصــــدة البنكيــــة لبعــض الأشـــخاص مـن جهــــة آخـــري؟.
وهنـــا ســـؤال آخـــر هـــــل الكتـــاب العـــرب الـذيـن تنـــاولوا موضـــوع التنميـــة العربيــــة ومنهـــم الكاتــب جــلال أمــين عـــالم أقتصـــــاد وأكـاديمــي وكـاتــب مصــــري – هبـــــة حندوســـــــة دكتـــــوراه فـي الأقتصـــــاد / كليـــــة الدراســــات الشــــرقيـة والأفريقيــــــة – أســــحاق ديــــوان أســــتاذ علـــوم الأقتصــــاد فـي جـامعــــة باريــس للعلــــوم والآداب تـم الأخـــذ لكتــاباتهـم عـن التنميـــــة والأقتصـــــاد؟.
التنميــــة هـي التحــول الـي الصـــناعة وهــذا تيــــار تـم تأســيســـة مـا بعـــد الحــرب العالميـــة الثانيــــــة بكـــلا مـن كــارل بولاينيــــــه – ألكســـــندر غـرشــــــنكرون – ألبـــرت أوتـو هـيرشــــمان وأكمـــــل عــلي هـــذا المنهـــــج تيـــــدا ســـــكوكبـون – بيــــتر إيفــــانـز – أليـــس أمســـــدن – روبـــــرت واد.
ومـن الغريــــب أن البنـــك الــدولــي وصـــندوق النقــــد الـــدولي لــم يــأخــذوا بمـا جـــاء فـي دراســــتهم وكــتبهــم والدليــــل المحاججــــة بيــن الباحـــثين فـي البـــنك الــدولي هـــوارد بــاك وماركــوس نولانــــد ورفضهــما ورفــض البنــــك الـدولي أن تســـتوحي البـــلدان العربيـــــة التجـــربة الآســـيوية بأســـتخدام أجــراءات أنتقــــائية “Selective” فـي ميـــادين الســياســـة التجـــارية والسـياســـة الصـــناعيـة لحمـــاية القطـــاعـات الأنتـــــاجيـة القـــادرة عــلي التصـــــدير ودعمهــــا لتحــقيق التنميـــــة والتقــــدم.
رآي الخـــبراء أن التركـــيز عـلي نقــــل التكـــنولوجيـا كســـبيل وحــيد للتصــــنيع ونقــــل التكــنولوجيــا هـــو البــديل لشـــراء الآلآت والمعــــــدات مـن الســـوق الدوليــــــة وأخــذ الــــدورات التدريبيـــــــة عـلي تفكيكهــــــا وأعــــادة تركيبهــــــا وصـــيانتهـا الـدوريــــة والوقائيــــــة ومـع الأحــتراف فـي التعـــامـل مـع الآلآت والمعــــدات ســـيؤدي بكـــل تأكـــيد الـي أجــراء التعـــديلات عليهــــا ورفـــع كفـــائتهــا وبهـــذا يــتم بنـــاء القـــاعدة التكنـــولوجيـة المحليـــــة عــلي أســس ســـليمة "كمــا فعـــل جمــال عـبد الناصـــــر فـي مصــــر عـلي ســـبيل المثــــال" بــدلا مـن أســـتيراد التكـــنولوجيـا كــبديل للصـــناعة لكـــي تظــــل التبعيـــــــة دائمــــة دون التحــــرر منهــــــا. بخــلاف أيجـــاد الصـــراعـات أو الــــنزاعـات داخــــل الأنظمــــة لمنــــــع تطـــور البــني التحتيــــــة كالــزراعــة "تقــــيد زراعــــة الحبـــوب وأطــلاق زراعـــة الفواكـــه أو الزهـــور" والحبـــوب أســاســية لا غـــني عنهـــــا ومـن هنــــا يــآتي الأخضــــاع والتبعيـــــة للغـــير.
قــــدرات الــدول عـلي الفعـــــل تــآتـي مـن خــلال أســـتقلاليتهــا ومقـــدرتهـــا الأداريـــــة والأنخـــراط فـي العـــلاقـات الدوليــــة. التبعيــــــة تســـقط القــــدرة عــلي الفعـــــل فالتبعيـــــة فيهــــا اللأســــتقلاليـة والفســــاد الأداري أو ضـــعفه أو عجـــزه عـن المواجهـــــة. ولا عـلاقــات دوليــــة فـي ظــــل التبعيــــــة البغيضــــــة "لـذا كــان مـن الضـــروري محاصــــرة دول عــدم الأنحيــــاز وأســـتقطابهـا قطبيــــــا".
بعـــد أن نقلـــت الولايـــات المتحــدة الأمريكيـــــة الهيمنــــــة الفاتيكــانيـة مــن رومــــا الـي غــرب الأطلســـي "عـلي أراضـــيها" صـــار شـــغلهـا الشـــاغل أحكـــام الســـيطرة والســـيادة عـلي البـــلدان بعيـــدا عـن ســياســة الأحتـــلال التقليـــيدية ومـع تخبــــط النظـــام الأقتصـــادي العــالمي ســـنة 1929م لكـــن فرانكلــــين روزفلــــت دخـــل البيـــت الأبيـــض فـي خضـــم الكســـاد الكـــبير ســـنة 1933م وكــان قـــد قـــدم الــوعــود بأتخــــاذ جمــيع الخطــوات اللأزمـــة لإنعــاش الأقتصــــــاد بعـــد أن حــقق نجــاح ســاحق عــلي ســابقه هـــربــرت هــــوفــــر
ومـــن بيـــن أولــى الخطــــوات الــتي قــــام بهـــا روزفلــــت إغــــلاق المصــــارف لمـــدة عشــــرة أيــــام لوقــــف المضــــاربة عــلى المعـــدن الأصــــفر "الذهــــب" وأجبــــر البنـــوك عــلى إيـــــداع كـــل ذهبهـــــا لــدي الأحتيـــــاطي الفيـــــــدرالي. وقــــد أصــــدر قــــرارا يـرغــم المواطنيــــن أيضــــا بتحــــويل الذهــــب لديهـــم الـى دولارات بشـــكل فــــوري. ورفـــع ســــعر الذهــــب مــن 20 دولارا للأونصـــــة إلــى 32 دولارا. آي خفـــض قيمـــة العمــلة 60% ممــا ســـمح للفيــــدرالـي بطبــــاعة المــــزيد مــن النقــــود لـدعــم الأقتصــــــــاد.
وإضــــافـة الـى ذلـــك فـي الأشـــهر الأولـــى مـــن ولايتـــــه قــــام بتوقيــــع قــانـــون عــــرف بـNEW DEAL والـــذي تـم بموجبـــــه إنشــــاء 42 وكـالــة جــديــدة مـن بينهــــا الضـــمان الأجتمـــــاعي ولجنـــة الأوراق الماليـــــة والبورصـــــة (SEC)ومؤسـسـة التأمـــين عــلى الودائــــع الأتحــــاديــة FDIC بهـــدف خــلق فـــرص عمــــل جــديـدة وحمــــايـة وجـــذب الأســـــتثمارات بخـــلاف الســــماح بإنشــــاء النقــــابـات.
وهــو تعهـــــد وتحمـــل ربـــط الــدولار بالذهـــــب ليكـــون الـدولار عمــــلة عـالميـــــة تســـتخدم فـي التــــداول فـي المصـــارف والبورصـــات والتجـــارة العالميــــة بشــــكل عــام.
وكــان لأبـــد مـن أحكــام الســـيطرة عـلي الأمــوال والأقتصـــادات قبــــل الســــيطرة عـلي الأراضـــي تـم عقــــد أتفاقيــــــة بريتـــون وودز بحضـــور 44 دولـــة لوضــــع الخــطط مـن أجــل أســـتقرار النظــام العالمـــي المــالـي وعليـــه تـم أنشـــاء المنظمــتين الدوليتـــــان (البــنك الــــدولي للإنشـــاء والتعمـــير وصـــندوق النقــــد الــــدولي) وتــــلا تقســـيم المـــال تقســـيم الأراضـــي فـي مؤتمــــــــر يالطــــــا.
الهـــدف المعـــلن مـن إنشـــاء صـــندوق النقــــد الــــدولي هــو تحقيـــق النمـــــو الأقتصـــادي لجمــيع دول العــالـم وتعـــزيز ســـلامة الأقتصـــاد الــدولـي وتقــــديـم الـدعــم المـــادي والمعـــنوي للــدول الضــعيفة والمنهكـــــة أقتصـــاديا.
المعـــروف أن الـولايــات المتحــدة الأمريكيــــــة وبريطانيــــــا همـا الدولتيــــن الأقـــل ضــــررا فـي الحــرب العالميــــة الثانيـــــة وبالتــالي الحـصص الأكــبر مـن الصـــندوق ســـتعود لهمــــا وبالتـــالي لهـاتيـــــن الدولتيـــــن القـــدرة عـلي مناقشـــــة ومراجعــــة كــافة القـــرارات الخاصــــة بالتمـــويل وقـــد نصـــبت الـولايــات المتحــدة الأمريكيــــــة نفســـها رب للعــالـم فهــي تمنــح وتمنـــع كيفمــــا تــريد وبريطانيـــا صـــار تــابع لهـــا "مجـــرد ذيــــل".
هــذا يذكــرني بقــول الله تبـــارك وتعـــالي " قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاءُ وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَاءُ ۖ بِيَدِكَ الْخَيْرُ ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ. ســورة آل عمـران 26".
المـانـح والمــانـع هــو الله تبـــارك وتعــالي وليــس الشـــرذمة أو أوليـــاء الشـــيطان.
أكتفـــي بهــذا القــــدر ونكمـــل فـي الجــزء القــادم أن شــاء الله.
خــالــد عـبد الصــــمد.
تعليقات
إرسال تعليق