علاقة الأموال بالتصعيد الإسرائلي / السعيد أحمد عشي
علاقة الأموال بالتصعيد الإسرائيلي
إن دفع المنتجين لأجور عمالهم من نفس المنتجات التي ينتجونها يعني ارتزاق جميع العباد مما يرزقهم به الله، وإن دفع أجور جميع العمال بالعملة المصنوعة من الذهب والفضة عبارة عن دفع أجور العمال من نفس المنتجات الطبيعية التي نعتبرها جميعا من أرزاق الله. أما دفع أجور العباد بالعملات النقدية الحديثة وبيع المنتجين لمنتجاتهم بهذه العملات فهذا ليس عبارة عن إنتاج مباشر للمنتجات من الطبيعية ولكنه عبارة عن إنتاج الأموال من عند الذين يقومون بصك هذه العملات. من خلال ما سبق يتضح لنا أن إنتاج الأرزاق من الطبيعة شيء وأن إنتاج العملات المبتدعة من طرف اليهود وأتباعهم من النصارى الذين لا يؤمنون بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم شيء آخر.
صحيح أن جميع العملات التي لا تؤكل ولا تشرب عبارة عن مجرد وسيلة لتقسيم الأرزاق التي تستهلك من طرف العباد. ولكن إنتاج الأرزاق الضرورية للحياة التي تنفذ ويتجدد إنتاجها من طرف العباد شيء، أما إنتاج العملات التي لا تستهلك ولا تتناقص ولا تتكاثر عن طريق التربية والغرس والزرع والإنتاج المباشر لها كخامات من الأرض وبالتالي فإن اعتبار العملات الحديثة إنتاجا للأموال هو عبارة عن مجرد تضليل للعباد. إن العملات النقدية التي تنتج بدورها كسائر المنتجات والأرزاق التي يرزق الله بواسطتها عباده هي العملات الذهبية والفضية التي يصح تكرر البيع والشراء وتقاسم المنتجات بواسطتها مرار وتكرار لكونها من المنتجات الطبيعية مادة وقيمة معا، أما العملات المصكوكة من مجرد الورق الذي ليس بمال مادة وقيمة معا فإن هذه العملة لا تصلح لتقسيم الأرزاق سوى مرة واحدة فقط. أي يصح أن تكون قيمة لما يشترى بواسطتها مرة واحدة فقط، ولا يصح أن تصبح عبارة عن مال بالنسبة للذي باع منتجاته بواسطتها. إن جميع المنتجات والأرزاق يمكن أن يتقاسمها العباد بالوزن والكيل وبالعملة التي هي عبارة عن مادة وقيمة لنفس المادة التي صنعت منها العملة، إن العملة الورقية يصح أن يبيع بواسطتها نفس المنتج الفرد منتجاته ولا يصح أن تبيع الدولة بواسطتها منتجاتها لكون الدولة عبارة عن مجموع المواطنين وليست فردا مع العلم أن القائد السياسي والقائد العسكري لا يحق لهم إنفاق منتجات غيرهم لكونها منتجات أفراد وليست منتجات عامة.
من خلال ما سبق يتضح لنا أن سبب طغيان حكام أمريكا وحكام دولة إسرائيل التي هي من صناعة الغرب ومن صناعة بريطانيا بالتحديد يعود في عصرنا لعملة الدولار التي أصبح تقاضي الأجراء لها وبيع المنتجات بواسطتها عبارة عن إنتاج للأموال من عند الحكام الأمريكيين وليست عبارة عن إنتاج الأموال من عند الله الخالق لجميع الكائنات والخالق لحكام إسرائيل ولحكام الولايات المتحدة الأمريكية ولحكام جميع الأوطان والشعوب. إن عودة العباد للاستقامة لا يمكن أن يتحقق إلا بإقرارهم جميعا بأن الأرض والسماوات ملك لله وأن الناس جميعا عبارة عن عباد الله وأن الأموال يجب أن تكون من مدد الله ولا يصح أن تكون من مدد الحكام. إنه لا يصح إن يصبح المسلمون وغيرهم من الشعوب عبيدا لليهود والأمريكيين والانجليز والفرنسيين أصحاب العملات الصعبة بدلا عن كونهم عباد لله الخالق الرازق الوحيد لجميع العباد والذي يمد الناس جميعا بالأموال والبنين على مستوى العالم طبقا لنصوص القرآن الذي نعتبره كلام الله. إن ممارسة المؤمنين للدين ثم استمدادهم للأموال من عند الحكام عبارة عن ممارسة للشرك باسم التوحيد. وإن عملة الدولار التي أصبحت أموالا من مدد الأمريكيين هي السبب في التصعيد الإسرائيلي المدعوم من طرف الحكام الأمريكيين المتصهينين. إنه لا توحيد لله إلا إذا كان الله هو المصدر الوحيد الذي يستمد العباد أموالهم من عنده بدلا عن استمداد العباد لأموالهم من عند الحكام.
باتنة في 31/07/2024 ميلادية الموافق ل25/01/1446هجرية
السعيد أحمد عشي
تعليقات
إرسال تعليق