أقبل حبيبي / سمير الزيات

 أَقْبِلْ حَبيبي

ــــــــــــــــ

أَقْبِلْ  حَبِيبِي   كَفَـانِي   مَا   أُعَانِيهِ 

فَالْقَلْبُ   مِنِّي   تَرَدَّى   فِي  أَغَـانِيهِ

إِنْ  كَانَ   عِنْـدَكَ  شَيٌ  مِنْ  مَحَبَّتِهِ

أَوْ  كَانَ  عِنْدَكَ   بَعْضٌ  مِنْ  أَمَانِيهِ

أَقْبِلْ عَلَيْهِ  ،  وَحَـاوِل  أَنْ   تُوَادِدَهُ

 أَسْرِعْ  إِلَيْهِ  ، وَحَـاوِلْ أَنْ  تُوَاسِيهِ

فَالقَلْبُ ضَاقَتْ بِهِ الدُّنْيَـا  فَعَانَدَنِي

 وَالْلَّيْلُ  أَسْدَلَ حَـوْلِي مِنْ  دَيَاجِيهِ

وَالصَّمْتُ حَـوْلِي كَئِيبٌ  لاَ يُفُارِقُنِي

قَدْ لَفَّ قَلْبِي ، وَأَوْهَى مِنْ مَسَاعِيهِ

                    ***

يَا مَنْ لَهُ أسفي ، إِنْ كُنْتَ تَسْمَعُنِي

 أَيْنَ الْهَوَى ؟ ، قدرًا  قَدْ  فَرَّ  بَاقِيهِ

يَا مَنْ لَهُ وجعي ، إِنْ جِئْتَ تَرْحَمُنِي

 فَالْحُبُّ   يَجْحَدُنِي  مَهْمَـا   أُنَـادِيهِ

إِنِّي أُنَادِيكَ مِنْ وَجْدِي وَمِنْ شَجَنِي 

قَدْ ضَاعَ حُبِّي ، وَلَمْ أَعْـرِفْ أَرَاضِيهِ

إِنِّي  مَلَلْتُ الْهَـوَى  ،  إِنِّي  أُصَارِعُـهُ

 أَطْلَقْتُ سَهْمِي ، وَكَادَ السَّهْـمُ يُرْدِيهِ

فَخَابَ  كَفِّي  ،  وَمَازَالَتْ   أَصَابِعُـهُ

 تَخْتَارُ سَهْمًـا  رقيـق الشكلِ  تَرْمِيهِ

                     ***

أَقْبِلْ –حَبِيبِي– وَقَـدِّمْ  مَا تُقَدِّمـهُ

 فَالْقَلْبُ يَهْفُـو وَبَعْضُ الْحُبِّ يَكْفِيهِ

هَلاَّ رَأَيْتَ الْجَـوَى  فِي كُلِّ نَاحِيَــةٍ

 مَرَّ  الْفُؤَادُ  بِهَـا  ، وَالشَّـوْقُ  يَكْوِيهِ

فَالشَّـوْقُ نَارٌ على الْوُجْدَانِ تَحْـرِقُـهُ

 أَقْبِلْ حَبِيبِي ، وَأَطْفِئ بَعْضَ مَا فِيهِ

أَسْرِعْ حَبِيبِي فَإِنِّي قَدْ مَلَلْتُ غَـدِي

 مِنْ حَرِّ  شَـوْقٍ ،  وَمِنْ وَجْدٍ أُلاَقِيهِ

حُبِّي  إِلَيْكَ  عَظِيمٌ    لَيْتَ   تُدْرِكُهُ

 قَلْبِي إِلَيْـكَ  مَشُوقٌ   لَيْتَ  تُرْضِيهِ

                     ***

الشاعر سمير الزيات

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

إن غاب قالت جائبا غلابا / خالد بلال

ريح هوجاء