كلمات مبعثها الفراغ (٦) / محمود محمد أسد

كلمات مبعثها الفراغ (٦)
لن أكتبَ موضوعا إنشائيّا اعتدنا عليه ونحن طلاّب، وطلبناه من طلاّبنا ونحن مدرّسون. ولكنّني أنقلُ ما كابدْتُه نفسيّاً صباح هذا اليوم. هي لقطة من بعيد جاءتْنا وقد اختلطتْ فيها أصوات أجراس ونواقيس الكنائس بمناسبة عيد الميلاد المجيد ، وقد اختلطتْ بأصوات دويّ القنابل والمتفجّرات وأزيز الرّصاص. فتأمّل الفارق بين الحبّ والأمن والسلام أمام الموت والدّم والدمار لن يقرأ هذا المجرمون من تجّار الموت.
- بين الموت والحياة موقف، وبين النجاح والفشل موقف، وبين الحرّيّة والعبوديّة موقف.
 اختر يا أيّها الإنسان موقفك بعد هذا.
- إذا كانت الشّرائع والفنون والآداب لا تهذّب النفوس، ولا تصنع الرجال البانين للحضارة والتقدّم. فما جدوى الحياة؟
اعتبرني مهووسا بالكتابة .لأنّ الكثيرين سيقولون : كيف تكتب والوطن يغرق بالويلات والأهوال والدّمار؟ أقول : هذه المواد الخام لإعادة البناء والترميم. دعوني وشأني . أليست الكلمة موقفا.؟ الأربعاء 26/12/2012   
 
كلمات مبعثها الفراغ (٧)
أرأيت ما يجري؟ أرأيت الأطفال الذين حُرموا من مقاعد الدراسة؟ كيف تفسّر ما يجري ؟ المدارس والجامعات التي أُعدّت للدراسة أضحت ملاجئ للنازحين من حرب الأهل وأبناء الوطن، فمن يُعطيك الجواب؟ أنا مُحبَط . أنا أعتصر ألما . ولمَ لا أعاني ووطني أضحى بيدراً للفاسدين المخرّبين؟ 
لا يُرتجى الخير من مجتمع التفّ كلّ فرد فيه حول ذاته المتورّمة بسرطان حبّ مصلحته كيفما جاءت، وكيفما تحقّقت.
لا منفذ للبشريّة من الهلاك إلا بنشر سلوك المحبّة، ولا طريقَ للحبّ إلا باحترام الآخرين حياة ورأيا وعبادة ووجودا. هي دعوة للتمرّد على أفكاري المشتّتة بين غثيان الخصومات والحروب والدّمار .
أرى العالم من حولي بمنظاري وأحاسيسي، ويراني بعين متفتّحة على زعم المحبّة وعين تدّعي النسيان والتجاهل. أريد طبيبا للعيون ، لا يدمّر البقيّة من وطني ونفسي. الخميس27/12/2012
  محمود محمد أسد

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

إن غاب قالت جائبا غلابا / خالد بلال

ريح هوجاء