سخرية القدر/ماهر اللطيف
سخرية القدر بقلم :ماهر اللطيف رآها (وكان مع زوجته وأبنائه) في هذا اليوم الربيعي الجميل بمعية زوجها، ابنتها وزوجها وأبنائهما- أخيرًا- في مدينة الألعاب المكتظة بالناس و العائلات ككل نهاية أسبوع، وليته ما رآها- ونفس الشيء بالنسبة إليها - بعد هذه المدة الطويلة من الزمن. إذ تلاقت الأعين، مصادفة، في مدخل هذا المقهى الفخم، الذي اعتزمت العائلتان الجلوس فيه لاحتساء بعض المشروبات الغازية، والمياه المعدنية العذبة، درءا لكل عطش، أو ظمأ قد يصيبهما من جرّاءِ هذه المجهودات المضنية التي قامت بها بين الفضاءات التجارية، والألعاب، وغيرها، فتسمر "برهان" في مكانه، وكذلك "بسمة" في نفس اللحظة دون اتفاق مسبق، وقد تغيرت ملامح وجوههما فجأة، دقت قلوبهما بسرعة فائقة، ارتعدت مفاصلهما، احمر وجهاهما، شعرا بشيح الريق وصعوبة التنفس، ذبلت أعينهما وتراخت، كاد يغمى عليهما تحت وطأة هذا المشهد الفجئي... تفحصا وجوههما بانتباه، حملقا في بعضهما البعض جيدا، وقفا كالصنمين وهما لا يصدقان ما فعل بهما القدر، "تحنطا" في مكانهما و" تجمدا" وهما يتساءلان في داخلهما عن سر هذه المصادفة بعد هذه ال...