/// براري البكاء / مصطفى الحاج حسين

 /// براري البكاءِ.. 


               شعر : مصطفى الحاج حسين. 


بينَ لهفتي وانتظاري

زرعتُ بحراً منَ النجوى

ليسبحَ نحوَكِ دمي

وأحمِّلُ مراكبي ممَّا نزفتْه لغتي

من قصائدِ أشواقي وقلقي

أصعَدُ أسطحةَ حنيني

أسترقُ لغيابكِ السّمْعَ

أتلمَّسُ دروبَ الذهولِ

أُنادي وميضَ الظلامِ

كان الضّوءُ جافَّاً

وكانتِ

الرّعشةُ قاتمةَ الأنفاسِ

والأمواجُ تمشي فوقَ جمرِ لوعتي

السُّحُبُ تجمَّعتْ حُزَماً مِنْ يباسٍ

اللَّيلُ أقفلَ ظلامَهُ

النهارُ رمى بضوئِهِ

والدروبُ تقصَّفَتْ قارعاتُها

وحدُهُ العشقُ يظلِّلُ جهنَّمي

  يحطُّ بُعدُكِ على عُنُقي

 والدّمعُ يجِزُّ آفاقي

تشربُني غُصَّةُ الخيبةِ

تناديني خطاي وأنا أفرُّ

إلى براري البكاءِ

فأرى رمادَ أنوثتِكِ يطِلُّ ليودِّعَني.


                  مصطفى الحاج حسين.

                          إسطنبول

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

إن غاب قالت جائبا غلابا / خالد بلال

ريح هوجاء