البراءة/د.علي منصور

 البراءة

---------

دعوا طفلي

ينمو بتروًّ

وغصنه يتفرع في وقته

لا يزال غضاً 

لم يحن وقت الحصاد

ولم تينع السنابل بعد

دعوا الأغصان الطرية

دعوا الحملان ترتع 

والبراءة تلهو 

كالفراشات للأزهار تطلب

الربيع له ندى

والصباحات من عين البراءة انبلجت

لا تربكوا الطفل بالخريف المرير

ما بالكم ..

على البراءة تقضون

ولقطف السنابل تسعون

هل يعجبكم صراخ طفلي

وتغاريد الجياع

على موائد الاستجداء يتنقلون

أراكم بحالكم تفخرون

وتلك البراءة كأنها

أحطاب لمواقدكم 

لا توغلوا بالتخفي 

فغداً كلنا موقوفون 

وعم فعلنا مسؤولون 

أيتها الجدر القاسية 

خلفكم البراءة عالقة

شموس اضمحلت

وفي المحاق تقوقعت

وتلك البسمة من أفواه الأطفال انتزعت 

ارتبكت الأفئدة خوفاً

فنزيف الرعب استباح المكان

هل هي تخاريف ؟

أم أهازيج كاذبة ؟

ملعونة تلك الأيام ..

الأضواء من النجوم انسلخت 

ودهاليز الظلام بين البراءة انتشرت

فدعوا طفلي 

ينمو بتروًّ

لم يحن الجلاء

أو الانغماس في بحور الشقاء

فلا تزال أغصان البقاء

مغروسة في كف الصباح

فدعوا طفلي ..

لم يحن بعد موعد الحصاد


د.علي المنصوري

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

إن غاب قالت جائبا غلابا / خالد بلال

ريح هوجاء