محمود محمد أسد الإبحار في عالم الشعر رحلتنا سريعة ووسيلتنا قارب بسيط يجدِّف به فنّان بارع, يعرف أحوال الأنواء ويحسن التعامل مع الأمواج. خبير بفن السباحة وإلا لما تجرّأ ,وركب عباب البحر ساعيا وراء لحظة من المتعة والجمال والفن. الشعر هذه الكلمة المعزوفة على الشفاه والتي يطرب لها الإنسان, ويتغنّى بها. فلا تخلو أمّة من هذه النفحات الوجدانيّة التي باح بها الإنسان منذ وُجد على هذه البسيطة, وأخذ يتكلم. فالشعر مولود مع الإنسان. وعاش في ظل اللغة .إنه لسان حال الإنسان في كل مراحل حياته وعصوره ولهذا خلّد على مر الدهر وشاع على حساب غيره من الفنون. من الممكن أن نجد حضارة أمة خاليةً من الرقص أو الموسيقى أو النحت ,ولكن قلّما نجد أمة ,خلا تراثها من الشعر, لأنه بحدِّ ذاته شعر وموسيقى ونحت وهذا ما يميِّزه عن باقية الفنون الإنسانية الجميلة. فهو مزيج من تلك الفنون. الشعر هذا اللون الأدبي الرقيق، لا يزال يشغل القسم الأعظم من الحياة الثقافية. فأكثر المعارك النقدية وأشدُّها وقعاً تدور حوله. والتجديد في كل المراحل خصّه ,و...