هلوسة عجوز / عبد القادر مذكور
هَلْوَسَة عَجُوز . . . .
لَازَال فِي حَالَةِ غَيْبُوبَة
لايعرف شيئا
عن ماضيه ومستقبله
لَقَد نسي أنّه مُتَزَوِّجٌ ، نسى اسمه
اسْم زَوْجَتِه ،
أَسْمَاء أَوْلَادِه ، أَحْفَادِه
لَازَال فِي هلوسته لَمْ يَيْأَسْ . . .
اخْتَلَطَتْ عَلَيْهِ الْأَدْوَار
أَصْبَحَ لاَ يُفَرقُ بَيْنَ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ
يَمْشِي بِدُون حِذَاء
لا يعرف طريقه
صوته يشقّ الرّيح الصّامتة
كُلُّ مَا يقرؤه مِنْ قَصَائِدَ الشّاعرات
يَعْتَقِدُ أَنَّهُ الْمَقْصُودُ
يَبْكِي تَارَة يَضْحَك تَارَةً أُخْرَى لَازَال يَسْخَر مِنَ الجُمْهُورِ الْمُتَفَرِّج
يَرْسُم فِي تَصَامِيم أشْعَاره صُوره الْعُمرية مِنْ صِغَرِهِ إلَى شَبَابه إلَى شيخوخته الْحَالِيَّة
لَازَال يَعْتَقِدُ أَنَّهُ غَيْرُ مُتَزَوِّج !
رُبَّمَا قَد نسىي أخد دَوَائِه الْيَوْم
أَوْ يَكُونُ أخد جُرْعَة زَائِدَة جَعَلَتْه يهلوس
أَصْبَحَ لاَ يُفَرقُ بَيْنَ الْأَوْقَات
نَسِي عَصَاه الَّتِي تُسَاعِده فِي الْمَشْيِ وَالْحَرَكَاتِ
لَازَال فِي حَالَةِ غَيْبُوبَة !
لَقَدْ نَسِيَ أَنَّهُ مُتَزَوِّجٌ
تَخَيَّل الْحَبّ رَسم الْقصَص وَوَزَّع الْأَدْوَار وَحْدَهُ عَلَى ركح الْمَسْرَح
مَتَى يَشَاء كَيْفَ يَشَاءُ لَا أَحَدَ يناقشه
الْكُلّ يَسْتَمِع وَيُلَاحِظ ويتفرج
الزَّوْجَة فِي حَالَةِ صَدْمَة ، الْأَوْلَاد مندهشون ، الْأَصْدِقَاء عَاجِزُونَ عَنْ الْكَلَامِ
يُتَمْتِم حَفِيدُهُ فِي أُذُنَيْهِ قَائِلًا
عد يَا جَدَاه هَل تتذكرني ؟
هَل تَتَذَكَّر قصيدتك الَّتِي أَهْدَيْتهَا لِي فِي عِيدِ مِيلادِي ؟
جَدَّتِي كَانَتْ حَاضِرَة أَبِي كَذَلِك . . .
هَل تَتَذَكَّر أجبني ؟
العَائِلَة كُلهَا كَانَتْ حَاضِرَةً وَأَنْت ترتدي لِبَاس الْمُهَرِّج . . .
لَقَدْ نَسِيَ أَنَّهُ مُتَزَوِّجٌ
يَرْفُض اخد الدَّوَاء كُلَّ يَوْمٍ بِقَصِيدَة يَعْتَقِد أَنَّهَا الْمَخْرَج
يتلعتم فِي الْكَلَامِ ، يَتَظَاهَر بِالْبُكَاء ، يَصْمُت يَتَكَلَّم . . .
يُصَمِّم . . يَأْلَف الْقَصَص بِدُون مخرج
لَقَدْ نَسِيَ أَنَّهُ مُتَزَوِّجٌ
زَوْجتهُ فِي حيْرَةٍ بَعْدَ كُلِّ هَذِهِ السِّنِين هَل يَعْشَق أَم جُنّ أَم أَنَّه يهلوس ؟
لَقَد خَان كُل شَيءٍ بَاعَ كُلَّ شَيءٍ بَاع وَطَنه هلوس وَأَفْلَس .
بقلمي : عَبْدُ الْقَادِرِ مَذْكُورٌ الْبَلَد / الجَزَائِر .
تعليقات
إرسال تعليق