أخاف مني / سعيد إبراهيم زعلوك

أخاف مني ، 

وصرت أخاف مني ، 
من الحروب الخاسرة التي تدور رحاها في داخلي ، 
والأحاديث الجدلية التي تنتهي بدون أتفاق ، وتغدو روحي الخاسر الأكبر 
صرت أخاف من الطفولة التي توشك أن تموت ، وتتهاوى أيامها سريعاً، 
وحدائق البنفسج التي شارفت على الجفاف ، 
لأين أمضى صرت لا أعرف الطريق ، ولا أجد نهاية لدرب الأمنيات المعلقة داخل روحي 
حين أحلل شخصيتي أجدني شخصٍ لا يعرف الحياة ، لم يذق لها طعماً بعد ، 
لا يتقن منها شيء ، 
لكن الأمر خارج أرادتي ،
رائحة الموت تحاوطني من كل مكان
وصوت الحزن لا يفارقني 
أنا عطشان جداً ، هل ماء البحر سيكفيني
هل ماء النهر سيرويني
هل سيأخذ أحد بتلابيب قلبي ، ويقول لي دع عندك هذه الهواجس 
حرر نفسك من محيط الأوهام التي تغشاك ليلاً ، نهارا 
أما تعبت من العيش في دور المحارب المهزوم 
قم فقاتل من أجل حلمك 
لا تنهزم ، لا تدع الراية تسقط عن ذراعك 
وعش الحياة كما تشاء ، كما تشتهي ، وتريد ، ولا تقنع بما لديك من فتات ، قم فأنتصر، وخذ من الغنائم ما تشاء 
الليل حضن الضعفاء ، أريكة الكسالي للخنوع ، والخضوع 
مستودع الأوهام، والأحلام الساذجة 
قم، وأستقبل الحياة، فشمس عمرك لا تزال ساطعة، والأيام لا تعطينا إلا حين نريد 
ولا تمنحنا دعوة مجانية ، ولا أقامة مجانية 
نحن ندفع ثمنها من أيامنا ، من دمنا ، من التفكير ، والتدبير، والأفكار، 
الحياة ليست مجانية يا صغير . 

سعـ إبراهيم زعلوك ــيد

١٤/٩/٢٠٢٣

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

إن غاب قالت جائبا غلابا / خالد بلال

ريح هوجاء